قال الدكتور محمد المليجي، أستاذ ورئيس أقسام النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة ومستشفى القصر العيني، إن تركيب اللولب أثناء الولادة القيصرية يمكن أن يسبب للمريضة تلوثًا، لذا يمنع تركيبه على الأقل لمدة ٤٠ يومًا، والأفضل تمامًا – بحسب قوله- هو مرور شهر بعد الأربعين يوم الأولى من الولادة، بما يقارب شهرين بعد إجراء عملية الولادة، لضمان عدم حدوث تأثير سلبي على المريضة. موضحًا أن اللولب يأتي شكله على حرف T، فعنده تركيبه أثناء الولادة لا يلتصق جيدًا بجدار الرحم مما قد ينتج عنه حمل خارج الرحم.
وأشار المليجي إلى أن تركيب اللولب بعد مرور 40، قد يتسبب في مشاكل، ولكن يتم هذا، فماذا يحدث للمرأة عند تركيبه أثناء عملية الولادة؟ الأمر ينطوي على خطورة.
يأتي هذا تزامنًا مع مبادرة “تركيب اللولب” كوسيلة لتنظيم الأسرة، والتي بدأ تنفيذها في عدد من المحافظات، منها البحيرة التي شهدت ارتفاع نسبة “تركيب اللولب” لسيدات أثناء إجراء عملية الولادة القيصرية داخل المستشفيات العامة. وذلك للمساعدة في عملية تنظيم الأسرة، وتم اختيار اللولب كأفضل وسيلة لمنع الحمل لأكثر من سبب، أهمها أنه يستمر لفترة طويلة وأكثر أمانًا للسيدات، بحسب أطباء شاركوا في المبادرة.
الدكتور هاني جميعة، وكيل وزارة الصحة بمحافظة البحيرة، أكد للحرية أن هذه المبادرة مستمرة منذ فترة طويلة، وحققت محافظة البحيرة أرقامًا قياسية في “تركيب اللولب” للسيدات أثناء الولادة.
وقال جميعة للحرية، أنه قبل تركيب “اللولب” يتم إخبار السيدات بكل التفاصيل المتعلقة بالمبادرة وبأهمية تركيب اللولب كأكثر وسائل منع الحمل أمانًا والأطول في المفعول. يضيف جميعة أن عملية تدريب تتم للأطباء والممرضات ليتمكنوا بعد ذلك من شرح كل المعلومات المطلوبة للسيدات قبل تركيب اللولب.
يقول جميعة أن تركيبه أثناء عملية الولادة القيصرية مناسب جدًا حيث يكون الرحم مفتوح بشكل جيد أمام الطبيب المعالج، وهو عكس ما يحدث بعد الولادة بفترة، بالإضافة إلى إجراء عمليات متابعة دورية مع السيدات بعد تركيب اللولب.
وأكد وكيل وزارة الصحة بالبحيرة أنه يتم الحصول على موافقة شفوية وكتابية من كل سيدة قبل تركيب اللولب.
بدأ النقاش حول المبادرة يتزايد، خصوصًا عن ما تم توصيفه “بإجبار” السيدات على تركيب اللولب، في لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع أهالي محافظة البحيرة الأسبوع الماضي، عندما أشارت رئيسة قسم النساء والتوليد في مستشفى أبو حمص بمحافظة البحيرة الدكتورة بثينة الجندي عن مبادرة استخدام وسائل تنظيم الأسرة بعد الولادة وتعميم تلك المبادرة علي كل المحافظات لخفض معدلات المواليد.
بالتواصل مع الدكتور إبراهيم الزيات، عضو مجلس نقابة الأطباء، قال إنه” ليس لديه أي معلومة أو تفاصيل تخص تلك المبادرة”.
في حين قال الدكتور محمد سلامة، العضو بمجلس نقابة الأطباء، إن عملية تركيب اللوالب للسيدات أثناء إجراء عملية الولادة القيصرية، يحدث منذ عشرات السنين، وكان يُتخذ القرار بشكل سريع أثناء العملية. يضيف:” ليس مؤذي”.
وأكد سلامة أنه في حالة رفض المريضة وجود اللولب، يتم رفعه من الرحم مرة أخرى، ولكن يظل تركيب اللولب من العوامل المساعدة على منع الحمل بشكل جيد.
وبسؤاله عن عدم وجود معلومات متداولة بشكل كبير عن تلك المبادرة، أوضح سلامة، في تصريحات خاصة لــ “الحرية” أنه يجب على وسائل الإعلام التنويه عن المبادرة على تلك المبادرة وأهدافها وما يتم فيها.
ودعا سلامة إلى استضافة المتخصصين للتحدث عن وسائل منع الحمل المؤقتة وطويلة الأجل والتي منها تركيب اللولب أثناء عملية الولادة القيصرية، مؤكدًا أنه في حالة رفض تركيب اللوب لا يمكن إجبار السيدات على تركيبه قائلًا: “لو هدي مريضة حقنة فيتامين لازم موافقتها أولًا، الموافقة هي الأساس في كل شيء”
في حين، يقول سلامة، أن مخالفة هذا المبدأ أو إجبار السيدات على تركيب اللولب، يمثل خطأً قانونيًا يُعاقب عليه الطبيب المعالج، لأن العلاج والتداوي اتفاق بين المريضة والطبيب.
وأضاف سلامة، أن هناك عدد من السيدات التي تلد في المستشفيات العامة، ترفض تركيب اللولب نهائيًا ولها الحرية المطلقة بالتأكيد، بجانب أنها وسيلة ليست مناسبة لجميع السيدات. مؤكدًا أنه يتم اقتراح تركيب اللولب أثناء الولادة على السيدات التي أنجبت أكثر من مرتين، مشيرًا إلى أن السيدات التي تلد لأول مرة يعرض عليها تركيب اللولب كوسيلة مؤقتة، في حالة موافقتها.
أكد عضو مجلس نقابة الأطباء، أن السيدات التي تلد داخل المستشفيات العامة، تقوم بمتابعة قبل عملية الولادة، مع الطبيب الموجود بالمستشفى، ويُعرض عليهن جميع وسائل منع الحمل، وفي حالة أن يكون اللولب مناسب للحالة يتم تركيبه أثناء العملية القيصرية، بعد توقيعها على إقرار بالموافقة، مع توقيع الزوج كشاهد.
وأكد سلامة أن الطبيب المعالج يجب أن يحصل على موافقة شفهية وكتابية من المريضة. يقول “يوجد عدد من الموافقات التي وقعته سيدات قبل دخول العمليات، مدون بها ما يفيد الموافقة على تركيب اللولب أثناء الولادة القيصرية”