استشهدت الإعلامية السورية صفاء أحمد فجر يوم الثلاثاء، 1 أكتوبر 2024، إثر غارة جوية نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على العاصمة دمشق.
الهجوم استهدف منطقة الفيلات بمحيط حي المزة، مما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص وإصابة آخرين.
مقتل صفاء أحمد خلف صدمة كبيرة في الأوساط الإعلامية السورية، حيث كانت شخصية معروفة ورمزًا من رموز الإعلام السوري بفضل مسيرتها المهنية الطويلة والمتميزة.
مسيرة مهنية حافلة
وُلدت صفاء أحمد عام 1978 في محافظة حمص، وتخرجت من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة «البعث» عام 2000.
بدأت مسيرتها الإعلامية كمذيعة في التلفزيون السوري، لتبرز بسرعة كمقدمة برامج حوارية وثقافية، بفضل أسلوبها الهادئ والمميز في التقديم.
استطاعت صفاء أن تترك بصمة واضحة في المجال الإعلامي، عبر إدارتها لحوارات عميقة حول مواضيع اجتماعية وثقافية، مما جعلها أحد أبرز الإعلاميين الذين يُعتمد عليهم في تغطية الأحداث الكبرى.
برامج مميزة في مسيرتها الإعلامية
على مدار مسيرتها، قدمت صفاء أحمد مجموعة من البرامج الشهيرة التي حازت على متابعة كبيرة من المشاهدين، من بينها:
«رسالة حمص»: برنامج حواري تناول القضايا الاجتماعية والثقافية في محافظة حمص، وسلط الضوء على أبرز التحديات التي تواجهها.
«رسالة حماه»: استكمل المسار ذاته بالتركيز على محافظة حماه، حيث ناقش أبرز المواضيع الاجتماعية والثقافية.
«في أروقة المحاكم»: برنامج قضائي ناقش أبرز القضايا المثارة في المحاكم السورية وسلط الضوء على الجوانب القانونية لها.
«صباح سوري»: برنامج صباحي شامل تناول مواضيع متنوعة من المجتمع السوري، وساهم في تقديم صورة أكثر شمولية عن الحياة اليومية للمواطن السوري.
أسلوب إعلامي متميز
اشتهرت صفاء أحمد بأسلوب حواري متميز، حيث كانت تُحسن إدارة النقاشات وطرح الأسئلة بطريقة ذكية، ما جعل ضيوفها يدخلون في حوارات معمقة تكشف جوانب جديدة من الموضوعات المطروحة.
كانت قادرة على مناقشة المواضيع الحساسة بشكل مهني راقٍ، مما عزز من مكانتها كإعلامية تحظى باحترام واسع.
كما حرصت على إشراك الجمهور في برامجها، عبر مناقشة آرائهم وتسليط الضوء على قضاياهم، وهو ما زاد من شعبيتها وتعزيز مكانتها كمقدمة برامج متميزة.
مواقفها من الإعلام السوري والعربي
صفاء أحمد لم تكن مجرد مقدمة برامج، بل كانت صوتًا ناقدًا للوضع الإعلامي في سوريا والعالم العربي.
في العديد من مقابلاتها، تحدثت عن صعوبة تحقيق إعلام حر ومستقل في ظل الضغوطات السياسية والأجندات المفروضة.
أكدت في أكثر من مناسبة على ضرورة تعزيز حرية التعبير وتقديم محتوى إعلامي يخدم المجتمع بعيدًا عن التوجهات السياسية، واعتبرت أن الإعلام يجب أن يكون منصة تعكس التنوع وتساهم في تطوير المجتمع.
دفاعها عن حقوق المرأة في الإعلام
دافعت صفاء أحمد عن حقوق المرأة في الإعلام، معتبرة أن المذيعات يجب أن يكون لهن دور أكثر فاعلية في هذا المجال، وأن الإعلام يجب أن يُظهر التنوع المجتمعي ويعكس مكانة المرأة بشكل أكثر عدالة.
كانت تطالب دائمًا بضرورة تمكين المرأة من التعبير عن آرائها بحرية، ودعت إلى تهيئة بيئة عمل تشجع على الابتكار والإبداع بعيدًا عن القيود المفروضة.
آخر ما كتبته على وسائل التواصل الاجتماعي
قبل ساعات من استشهادها، شاركت صفاء أحمد منشورًا قصيرًا على حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي جاء فيه: «أصوات قوية تسمع في سماء دمشق».
هذا المنشور يعكس اللحظات الأخيرة التي عاشتها قبل الغارة الإسرائيلية، وكأنها كانت تشعر بأن شيئًا مروعًا على وشك الحدوث.
كلماتها الأخيرة أصبحت رمزًا مأساويًا لحياتها، حيث ودّعت محبيها بعبارات بسيطة لكنها تحمل في طياتها الكثير من الألم والقلق.