الابتزاز الإلكتروني بين الحقيقة والدراما، حيث يعد الابتزاز الإلكتروني من أبرز الجرائم التي اجتاحت العالم في السنوات الأخيرة، خاصة مع انتشار منصات التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة.
وظاهرة الابتزاز الإلكتروني تتعدد أشكالها من تهديدات بنشر صور ومقاطع فيديو خاصة إلى استغلال الثغرات الرقمية للحصول على المال أو التأثير على حياة الضحايا.
الابتزاز الإلكتروني بين الحقيقة والدراما
في هذا التقرير، نستعرض أبرز الأعمال الفنية التي سلطت الضوء على هذه القضية، مثل مسلسل ساعته وتاريخه، بالإضافة إلى بعض الحالات الواقعية التي انتهت نهايات مأساوية، وأثر ذلك على المجتمع، كما نناقش العقوبات القانونية المتعلقة بهذه الجرائم وكيفية التعامل معها قانونيًا.
مسلسل ساعته وتاريخه
في الحلقة الثالثة من مسلسل ساعته وتاريخه الذي يعرض على قناة dmc، تم تسليط الضوء على قضية الابتزاز الإلكتروني في سياق درامي مؤثر.

ودارت أحداث الحلقة حول “مرام”، التي تجسدها الفنانة الشابة ياسمينا العبد، التي تتعرض لصديقتها “ندى” للابتزاز من قبل “طارق” ابن عمها، الذي هدد بنشر صور فاضحة لها مقابل المال.
حاولت مرام مساعدتها، ولكن ندى رفضت اللجوء للشرطة بناءً على طلب والدتها، فالمسلسل يسلط الضوء على الأبعاد النفسية والاجتماعية للابتزاز، ويعرض في كل حلقة قضية قانونية.
اقرأ أيضًا: بعد الحلقة الأولى من مسلسل ساعته وتاريخه.. نيرة أشرف تعود للواجهة والجمهور بين مؤيد ومعارض
مسلسل راجعين يا هوى
ومسلسل راجعين يا هوى، تناول قضية الابتزاز الإلكتروني للفتيات، حيث يتم استغلال صورهن الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي للتهديد أو الابتزاز، ففي إحدى الحلقات، يتعرض شخصية “فريدة” التي تجسدها الفنانة هنا شيحة للابتزاز من قبل شخص يدعى “هشام”، الذي يهدد بنشر صور لها، مما يضعها في موقف حرج دفعها للتفكير في الانتحار.
مسلسل حرب أهلية
وفي مسلسل حرب أهلية الذي عرض في رمضان 2021، ظهرت قضية الابتزاز الإلكتروني بشكل قوي من خلال شخصية “تمارا” التي تهدد صديقتها “نانسي” بنشر فيديو لها وهي في موقف محرج، ما يسبب لها توترات في علاقتها مع خطيبها.

مسلسل إلا أنا حكاية “على الهامش”
أما هذه الحكاية، تعرض قضية ابتزاز إلكتروني حيث يتم ابتزاز الفتاة من قبل شاب تعرفت عليه عبر الإنترنت، ويهددها بنشر صورها الخاصة إلا إذا قامت بتنفيذ مطالبه، في النهاية، تتدخل الأم وتنجح في إنهاء الموقف بطريقة ودية.

حالات واقعية للابتزاز الإلكتروني في مصر
ومن جانبه فإن حوادث الابتزاز الإلكتروني في الواقع أثارت الرأي العام في مصر، وأسفرت عن ضحايا فقدوا حياتهم بسبب الضغط النفسي الناتج عن التهديدات بنشر صورهم الشخصية، وإليكم أبرو هذه القضايا:
واقعة هايدي في الشرقية
ففي محافظة الشرقية، أقدمت فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا على الانتحار بعد تعرضها لابتزاز إلكتروني من قبل شخص استخدم صورها لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت هايدي قد أرسلت صورًا خاصة عبر الإنترنت لشخص تعرفت عليه، واكتشفت لاحقًا أنه بدأ في تهديدها بنشر الصور ما دفعها إلى تناول حبة غلال سامة.
واقعة بسنت خالد في الغربية
وفي عام 2021، تعرضت الفتاة بسنت خالد للابتزاز الإلكتروني من قبل مجموعة من الشباب الذين سرقوا صورًا لها وهددوها بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تتحمل بسنت الضغط النفسي وأقدمت على الانتحار بعد أن شعرَت بالعار من ما تعرضت له..
هذه القضية أثارت ضجة كبيرة في مصر، مما دفع المجتمع إلى المطالبة بتشديد العقوبات ضد المبتزين.
واقعة نيرة صلاح الزغبي في العريش
والطالبة نيرة صلاح الزغبي، من جامعة العريش، توفيت بعد تعرضها لابتزاز من قبل زميلة لها في السكن الجامعي، تم تهديد نيرة بصور خاصة تم التقاطها خلسة داخل الحمام.
بعد أن فشلت في إيقاف تهديدات زميلتها، أقدمت على الانتحار، هذه القضية أثارت غضبًا عارمًا في المجتمع وأدت إلى إعادة فتح التحقيقات حول ما إذا كان الابتزاز قد لعب دورًا رئيسيًا في وفاتها.
قضية ابنة شيرين عبد الوهاب
وكانت قد قررت النيابة العامة أمس الخميس 12 ديسمبر 2024 إحالة المتهم إلى محكمة جنايات المنصورة في القضية رقم 9127 لسنة 2024، بتهم تهديد الطفلة هنا محمد مصطفى، ابنة الفنانة شيرين عبد الوهاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
والمتهم هدد بنشر معلومات مسيئة لها، كما حاول ابتزازها ماليًا. كما انتهك خصوصيتها وأرسل لها رسائل إلكترونية متكررة دون موافقتها، ونشر صورًا وفيديوهات خاصة بها على الإنترنت.

العقوبات القانونية للابتزاز الإلكتروني
الابتزاز الإلكتروني ليس فقط جريمة أخلاقية بل هو أيضًا جريمة قانونية يعاقب عليها القانون المصري بعقوبات صارمة، ووفقًا للمحامي أحمد عصام، الأستاذ بكلية الحقوق، فإن عقوبة الابتزاز الإلكتروني قد تصل إلى السجن لمدة 15 عامًا، خاصة إذا تم الابتزاز عبر مكالمات هاتفية أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي، كما أن تهديد الضحايا بنشر صور فاضحة يمكن أن يعتبر جريمة تشهير.
القانون يجرّم أيضًا الحصول على صور خاصة للأشخاص بدون رضاهم، وتهديدهم باستخدام هذه الصور، تتم معاقبة الجناة بالحبس لفترات طويلة حسب خطورة الجريمة، وخصوصًا إذا تسببت في ضرر نفسي أو جسدي للضحية.
كيفية التعامل مع الابتزاز الإلكتروني
في حالة تعرض الشخص للابتزاز الإلكتروني، يجب اتخاذ الخطوات التالية:
عدم الرضوخ للتهديدات: يجب على الشخص ألا يستجيب لمطالب المبتز ويجب أن يثبت سلوكًا هادئًا.
تجميع الأدلة: يجب الاحتفاظ بجميع الرسائل أو المكالمات التي تثبت التهديدات والابتزاز.
التواصل مع الجهات المختصة: يجب الإبلاغ فورًا عن الابتزاز من خلال الاتصال بالشرطة أو التوجه إلى مباحث الإنترنت في وزارة الداخلية المصرية، يمكن التوجه إلى إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية لتقديم بلاغ رسمي.
طلب الدعم النفسي: الابتزاز الإلكتروني يمكن أن يكون له تأثير نفسي كبير على الضحايا، لذلك من الضروري طلب الدعم من مختصين في الصحة النفسية.
خدمات الدعم والإبلاغ
وفي مصر، يمكن لأي شخص التوجه إلى مباحث الإنترنت للإبلاغ عن الابتزاز الإلكتروني، حيث يتم توفير خدمات دعم وحماية من قبل وزارة الداخلية، بما في ذلك الخط الساخن للإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية، فيمكن الإبلاغ من خلال مواقع الإنترنت الرسمية أو الاتصال بالخطوط الخاصة بمباحث الجرائم الإلكترونية.