ستظل لأمينة شفيق -متعها الله بالصحة والعافية- مكانة خاصة عندما تُذكر نقابة الصحفيين أو يُكتب تاريخ هذا الكيان.
كانت بالنسبة لجيلنا نموذجًا خاصًا، والوحيدة التي تتردد سيرتها على مسامعك قبل التحاقك بالنقابة، فداخل كل مؤسسة تندهش من ظاهرة الإجماع عليها ممن لا يتفقون، وظل انتخابها المتكرر لسنوات طويلة كأنه من عوامل الاطمئنان، إذ إن مجرد وجودها في عضوية المجلس يشعرك بالأمان. ومنذ التحاقك بعضوية النقابة، تشعر أن شخصًا يهمه أمرك يلاحقك، يسأل عن ظروف عملك، ويتابع أحوال أسرتك.
ومن حضورها اليومي للنقابة، تتعلم معنى أن تكون نقابيًا مسؤولًا، ومن سعة صدرها في تقبُّل الاختلاف معها في بعض شؤون العمل النقابي، يتعمق لديك الشعور بقيمة انتمائك لنقابة الرأي.
أشعر باعتزاز أنني زاملتها في عضوية مجلس النقابة، وساعتها فقط أدركت قيمة التجديد النصفي وقيمة امتزاج خبرات ما كنا نسميهم “الحرس القديم” مع شباب يتصورون أنهم بأحلامهم يطالون عنان السماء.
لا أذكرها بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة -وهي تستحق- لأنها ظلت ترفض التمييز ونالت مكانتها بطريقتها؛ صحفية وكاتبة، ونقابية، وصاحبة انتماء سياسي لم يعايرها به أحد داخل النقابة، ولم يلمزها بجهل وسماجة بأنها تابعة لشلة أو تيار!
ولا أنسى، بمناسبة شهر رمضان الكريم، عندما كنا نبادر بتجميع أنفسنا للإفطار يومًا في الشهر، حيث كان كل منا يأتي ببعض الطعام من منزله، ثم تدخل علينا الأستاذة أمينة -كما كنا نطلق عليها- بصينية الكنافة التي أعدتها في منزلها، لتشاركنا بها بهجة لمتنا على الإفطار.
أستاذة أمينة، كل عام وأنتِ بخير وموفورة الصحة، وأتمنى أن تفاجئيني بحضورك وإطلالتك في إفطار النقابة الجماعي، الذي يكبر كل عام وأصبح تقليدًا نعتز به.