تبدأ قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، غدا الثلاثاء، والتي تشهد سباق من نوع فريد على وضع حلفاء الغرب لمساتهم الأخيرة للمفاوضات بشأن الوضع الأوكراني- الروسي، وإعلان الضمانات الأمنية التي قد تبدو مخاوف أمنية أكثر من أنها ضمانات، فإمداد أوكرانيا بالسلاح القنابل يترأس عرش القمة.
وفي هذا الصدد، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن إمداد أوكرانيا بالأسلحة المتطورة على رأس الملفات التي ستناقش خلال قمة حلف شمال الأطلسي، ومناقشة من الدول التي لديها الاستعداد لفعل ذلك، خصوصا وأن معدل استهلاك السلاح كبير جدا، وسوف يسبب مشكلات أمنية وإنتاجية لعدد من الدول.
وأضاف حسن، خلال تصريحات خاصة لموقع «الحرية»، إن هذا التوقيت الراهن لا تستطيع كافة الدول الاستجابة لجميع الطلبات في وقت قصير، لأن إنتاج السلاح يكون بالطلب عليه وتأخذ عمليه إنتاجه الكثير من الوقت.
وتابع حسن، أن هناك خلاف على ما أذاعته الولايات المتحدة الأمريكية حول إمداد أوكرانيا بالقنبلة الانشطارية، وهي عبارة عم قنبلة كبيرة أسطوانة مليئة بقنابل صغيرة وتستخدم ضد الأفراد كما أنها محرمة دوليا، ومعظم دول الناتو موقعة عليها ما عدا الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي لا يمكن إمداد أوكرانيا بها مما يمثل موضع خلاف.
وأشار حسن إلى أنه سيكون غير معلن مناقشة إلى أي مدى تستمر الحرب الروسية- الأوكرانية، وليس هناك أي دليل ملموس لبيان نهاية الأمر، فأوكرانيا لم تحقق ما قالته من هجوم الربيع، فلا يوجد سوى تقدم طفيف يكاد يكون غير ملحوظ، وروسيا يمكن أن تصد أوكرانيا في أي لحظة وعودة الاشتعال مرة أخرى.
وأردف، أن الحرب الأوكرانية أدت إلى انسحاب روسيا من عدة اتفاقات دولية بشأن تخفيف استخدام أسلحة معينة ورقابة معينة، وهذا يمثل بالطبع خطورة على دول أوروبا ، وسيتم النقاش به داخل القمة، فإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية بعيدة عن الأمر ألا أن الدول الأوروبية بجوار أوكرانيا وروسيا.
وأوضح حسن، أنه سيتم مناقشة التداعيات الاقتصادية وإلى أي مدى ستصمد شعوب هذه الدول أمام الصدمات الاقتصادية، ومن حالة الارتباك الاقتصادي نتيجة المقاطعة والإنفاق وغيره، لافتا إلى أنه يمكن أن يكون تخفيف التوتر بين الصين و الولايات المتحدة ضمن أولويات القمة، لأنه لا داعي لفتح جبهة خلاف أخرى الآن، وكان ذلك واضحا من زيارة رئيسة الخزانة الأمريكية إلى الصين التي استمرت 4 أيام لتهدئة الأوضاع.
وذكر حسن، أنه إضافة إلى كل ما ذكر سيتم أيضا البحث في الخلافات المشكلات التي كان حلف الأطلسي طرفا منها داخل الشرق الأوسط أو بعض المناطق الأخرى في البحر المتوسط، وعن دور الحلف وإمكانية امتداد لأماكن أخرى.
وكان وفقاً لما نقلته مجلة «بوليتيكو» عن مسؤولين في برلين وباريس ولندن وبروكسل، والذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، فإن هدف القوى الغربية هو الإعلان عن إطار المظلة هذا أثناء القمة السنوية لحلف الناتو، والتي تبدأ، الثلاثاء المقبل، في العاصمة الليتوانية فيلنيوس وتستمر لمدة يومين.