تثار قضايا الصوم والجدل فيها منذ القدم وحتى الآن كل عام، فنعرض إليكم اليوم صوم عرفه سنة أم فرض وتركها هل يجوز أم لا.
صوم يوم عرفة سنة مؤكدة لغير الحاج ، فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال : ( يكفر السنة الماضية والباقية ) رواه مسلم (1162) وفي رواية له : ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده).
وقال الإمام الشافعي يستحب صوم عرفه لمن هو بغير عرفه أى لغير الحجاج.
قال الإمام الشافعي رحمه الله، ” فأحب صومها إلا أن يكون حاجاً فأحب له ترك صوم يوم عرفة، لأنه حاج مضح مسافر، ولترك النبي صلى الله عليه وسلم صومه في الحج، وليقوى بذلك على الدعاء، وأفضل الدعاء يوم عرفة”.
ترك صوم يوم عرفه
لا إثم على من ترك صيام يوم عرفه، ولكنه محروم لانه أفضل يوم عند الله، وفيه يستجاب الدعاء، فإن كان تركه من غير اختياره، وفي قرارة نفسه أنه لو قَدر على ذلك لصام، ومُنع منه منعًا قهريًّا، فإنه يُرجى أن يكون حكمه حكم المريض الذي يُكتب له ما كان يعمله وهو صحيح.
فإن كان يصوم يوم عرفة وعاشوراء أيام صحته، ثم حصل له هذا العارض القهري، ومُنع من الصيام بغير اختياره ولا إرادته، فإنه حينئذٍ يُرجى أن يُكتب له ما كان يصومه في صحته، وإلا فالأصل أن هذا الصيام مسنون، ولا يترتب عليه إثم، لكن رُتِّب عليه فضل عظيم، ولا يترك صيامَهما إلا محرومٌ.