بلاشك مصر غاضبة بشدة من إسرائيل؛ لممارساتها وعدم اكتراثها بأي معاهدات للسلام أو مرونتها مع أي مبادرات أو تفاهمات بقيادة القاهرة لوقف إطلاق النار في غزة، ومنع اجتياح مدينة رفح الفلسطينية، ما دعا مصر إلى الإعلان رسميًا اليوم، للضغط على تل أبيب، اعتزامها التدخل رسميًا لدعم الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
ويأتي ذلك بعد ساعات من تقرير لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، ذكرت فيه أن مصر هددت إسرائيل بشكل صريح بإنهاء اتفاقيات كامب ديفيد للسلام إذا لم تنسحب من منطقة رفح المتاخمة للحدود المصرية.
فيما قال رئيس جهاز الاستطلاع المصري الأسبق اللواء نصر سالم، إن وجود إسرائيل في معبر رفح غير شرعي وتنظيم العمل به يخضع لاتفاقية بين 3 أطراف هي مصر وفلسطين والاتحاد الأوروبي.
ونبه خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج على قناة “سي بي سي”، بأن “مصر جاهزة وقواتها على أعلى درجات الاستعداد وتمتلك قدرات عسكرية كاملة أكبر مما لدى العدو”، مؤكدًا أن أمن مصر القومي مُصان باستراتيجية الردع، والعدو يعلم ما لدينا من قدرات للدفاع عن أرضنا.
وكانت الصحيفة العبرية، قالت إن مسؤولين مصريين نقلوا إلى مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، خلال زيارته للقاهرة، مطالبتهم من الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية في رفح الفلسطينية والعودة إلى مفاوضات فعالة، وأنه إذا لم تستجب إسرائيل، فمن الممكن أن تجمد مصر أو تنهي اتفاقيات كامب ديفيد للسلام الموقعة بينهم.
وذكرت الصحيفة، أن مسؤولين إسرائيليين تواصلوا مع نظرائهم المصريين للتأكد من جدية المطالب المصرية بإلغاء الاتفاقية، بعد تصاعد الخطاب الإعلامي المصري حول هذا الأمر.
وزعمت معاريف أن مصر أكدت للولايات المتحدة أن التهديد بإلغاء اتفاق السلام هو جزء من استراتيجية للضغط على إسرائيل، مما يشير إلى أن الاتفاق لا يزال ساريا ولن يتأثر بشكل كبير.
وأشارت معاريف إلى أن مصر طلبت من سائقي شاحنات المساعدات، لأول مرة منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر الماضي، الابتعاد عن منطقة معبر رفح، بسبب استمرار تشديد الإجراءات الأمنية، وهو ما يعكس التخوف من حدوث تصعيد وتدهور الوضع الأمني.
إلى ذلك نقلت قناة “إكسترا نيوز” عن مصدر مصري رفيع قوله إن الجهود المصرية أدت إلى تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدا التزام مصر بحماية أمنها القومي خلال عملية التفاوض.
وأعلنت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، مساء اليوم الأحد، اعتزامها التدخل رسميًا لدعم الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية للنظر في انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة.
وأوضحت أن التقدم بإعلان التدخل في الدعوى المشار إليها يأتي في ظل تفاقم حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والإمعان في اقتراف ممارسات ممنهجة ضد أبناء الشعب الفلسطيني من استهداف مباشر للمدنيين وتدمير البنية التحتية في القطاع، ودفع الفلسطينيين للنزوح والتهجير خارج أرضهم.
مما أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة، أدت إلى خلق ظروف غير قابلة للحياة في قطاع غزة، في انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية چنيف الرابعة لعام 1949م، بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.
وطالبت مصر إسرائيل، بالامتثال لالتزاماتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، وتنفيذها للتدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية التي تطالب بضمان نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية على نحو كافٍ يلبي احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة، وعدم اقتراف القوات الاسرائيلية لأية انتهاكات ضد الشعب الفلسطيني باعتباره شعب يتمتع بالحماية وفقًا لاتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية.
كما جددت مصر مطالبتها لمجلس الأمن والأطراف الدولية المؤثرة، بضرورة التحرك الفوري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والعمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين.