كتبت: دعاء أشرف محمد وسهير المهدي
عانى السوق المصري من اضطراب وسوء الأحوال الاقتصادية فترة طويلة قبل انعقاد صفقة رأس الحكمة، حيث وصل سعر الدولار إلى 72 جنيها، وبلغ سعر كيلو اللحمة في المدن حوالي 500 جنيه، لأول مره في التاريخ، إضافة إلى إحجام الاستثمار الأجنبي المباشر و تراجع دخل قناة السويس وتحويلات المصريين بالخارج، حسب أرقام رسمية.
فبعد إتمام الصفقة الأولى من مشروع رأس الحكمة التي كانت بتاريخ 23 فبراير 2024، وإستثمار 35 مليار دولار لتطوير رأس الحكمة لتصبح وجهة سياحية ومنطقة حرة وأخرى استثمارية ومساحات سكنية وتجارية وترفيهيه، فبعد إتمام الدفعة الأولى من مشروع رأس الحكمة انخفض سعر الدولار إلى 47 جنيها وسعر كيلو اللحم إلى 380 جنيها بالمدن.
قالت الدكتورة هدى الملاح، مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، إن أموال الدفعة الثانية من صفقة رأس الحكمه ستعود حتماً بالنفع على الدولة المصرية والمواطن المصري البسيط.
وأضافت الملاح في تصريحات خاصة لبوابة «الحرية»، أن تلك الأموال ستساعد الدولة في تحقيق هدفها المنشود من الصفقة وهو تعزيز قيمة الجنيه المصري أمام الدولار، لاسيما إذا جعلت المعروض من الدولار أكثر من الطلب عليه وفى هذه الحالة فإن القيمة الشرائية للجنيه المصري ستنخفض.
علاقة الوفرة الدولارية وسرعة الإفراج عن السلع المحتجزة بالميناء
وتابعت الملاح: خلال حديثها ستعمل الوفرة الدولارية أيضاً على سرعة الافراج عن بعض السلع التى قد تكون محجوزة فى الميناء، فضلاً عن بعض الصناعات والتى تستخدم “السلع الوسيطة” وهى السلع التى تدخل مكونات الإنتاج، على سبيل المثال السلع التى قد تدخل مع القطن لتحويله إلى منسوجات فقد يحتاج القطن خلال عملية تحويله إلى منسوجات أو أقمشة إلى صبغات أو ألوان او خيوط حريرية وهذه تسمى السلع الوسيطة.
الوفرة الدولارية والسلع الوسيطة
وأكدت الدكتورة هدى: ستساهم الوفرة الدولارية أيضاً فى تعزيز الصناعة من حيث القدرة على استيراد بعض السلع الوسيطة الهامة والتى بدورها ستزيد من العمالة وتعمل على تشغيل عجلة الإنتاج ، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار ومن ثم لن نضطر إلى الاستيراد، وهذا سينعكس على المواطن البسيط.
أهمية إدارة أموال رأس الحكمة
وأشارت الملاح إلى أهمية إدارة تلك الموارد المالية من حيث الاستغلال الأمثل لأموال تلك الصفقة والعمل على إدخالها في مجالات أساسية ، مثل مجال الصناعة لاسيما الصناعات الأساسية للفرد .
استغلال أموال رأس الحكمة بعيدا عن إقامة مشاريع جديدة
ودعت مؤسسات الدولة المعنية بعدم إدخال أموال رأس الحكمة فى إقامة مشاريع جديدة، مشيرة إلى ضرورة استغلالها في توفير الاحتياجات الأساسية للمواطن المصري والذي بدوره سيعمل على انخفاض الأسعار، وبالتالي نصل بالمواطن إلى تحسين مستواه المعيشي، متوقعة بعد إتمام الدفعة الثانية من المشروع، اقتصاد أفضل.
ضخ 150 مليار دولار
يذكر أن حكومة مدبولي خصصت نحو 170 مليون متر، أي ما يوازي أكثر من 40 ألف فدان للمشروع، متوقعاً أن يتم ضخ استثمارات تصل إلى 150 مليار دولار على مدى عمر المشروع من دون تحديد هذا المدى.
وتعقد الحكومة المصرية آمالاً عريضه على تنشيط القطاع السياحي ومضاعفته، ومصدر لتوفير العمله الأجنبية والمساهمة في تقليل الدين الخارجي، كما توقع رئيس الحكومة المصرية أن يزيد حجم السياح إلى مصر بمقدار 8 ملايين سائح سنوياً بعد إتمام المشروع.