كتب: فتحي ياسر
وُلد نيمار جونيور دا سيلفا في 5 فبراير 1992 في مدينة موغي داس كروزيس، التابعة لولاية ساو باولو في البرازيل. نشأ في عائلة متواضعة وكان والده، نيمار سانتوس الأب، لاعب كرة قدم سابق، مما جعله الداعم الأساسي لمديرة نيمار الإبن الكروية.
وأظهر نيمار موهبة كروية مبكرة، حيث بدأ بلعب كرة القدم في الشوارع قبل أن ينضم إلى أكاديمية سانتوس للشباب.
بدأ الفتى البرازيلي نيمار دا سيلفا سانتوس جونيور مسيرته في سانتوس، لم يكن مجرد لاعب موهوب، بل كان يُنظر إليه كأيقونة كروية قادمة، خليفةً للأسطورة بيليه، ونجمًا مستقبليًا للكرة العالمية. لكن مع مرور السنوات، تحولت مسيرته من قصة نجاح ملهمة إلى جدل مستمر حول قراراته المهنية التي غلبت عليها الجوانب المالية أكثر من الطموحات الرياضية.

موهبة سانتوس التي أبهرت العالم
ظهر نيمار لأول مرة مع الفريق الأول لنادي سانتوس البرازيلي في عام 2009، وسرعان ما خطف الأضواء بمهاراته الفريدة وسرعته الفائقة.
قاد فريقه لتحقيق عدة ألقاب، أبرزها كأس ليبرتادوريس 2011، ليعيد أمجاد النادي بعد غياب طويل عن البطولات القارية.
تألقه جعله محط أنظار كبار الأندية الأوروبية، وكان برشلونة هو الأكثر إصرارًا لضمه.

التألق في برشلونة.. مجد الثلاثية التاريخية
أعلن برشلونة عن تعاقده مع نيمار في صيف 2013، صفقة كلفت النادي 88 مليون يورو، ليبدأ رحلة النجاح في القارة الأوروبية، بصحبة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والأورجواني لويس سواريز، شكل نيمار ثلاثي هجومي مرعب، قاد الفريق لتحقيق الثلاثية التاريخية (الدوري الإسباني، كأس الملك، دوري أبطال أوروبا) عام 2015.
كان نيمار حاسمًا في مشوار الفريق الأوروبي، وسجل هدف في نهائي دوري الأبطال أمام يوفنتوس، ليؤكد أنه واحد من أفضل اللاعبين في العالم.
واصل تألقه حتى عام 2017، عندما فاجأ الجميع بقرار رحيله إلى باريس سان جيرمان في صفقة قياسية بلغت 222 مليون يورو، وهي الصفقة الأغلى في تاريخ كرة القدم حتى اليوم.

نيمار وباريس سان جيرمان.. حلم المجد الأوروبي لم يتحقق
انتقال نيمار إلى باريس سان جيرمان لم يكن مجرد صفقة رياضية، بل حمل معه الكثير من الجدل.
وقال اللاعب إنه يريد الخروج من ظل ميسي ليكون النجم الأول، لكن كثيرين رأوا أن المال كان الدافع الرئيسي وراء هذه الخطوة.
فاز نيمار في فرنسا بعدد كبير من الألقاب المحلية، لكن الهدف الأهم كان دوري أبطال أوروبا الذي ظل عصيًا على الفريق الباريسي، رغم الوصول إلى النهائي في 2020.
الإصابات المتكررة والتوترات مع الإدارة والجماهير، جعلت تجربته في باريس أقل نجاح مما كان متوقع.
ومع مرور السنوات بدأت أسهمه في التراجع، وسط انتقادات لأسلوب حياته خارج الملعب وعدم التزامه الكامل كمحترف.

الانتقال إلى دوري روشن السعودي.. النهاية أم بداية جديدة؟
فاجأ نيمار الجميع مرة أخرى بقرار جديد في صيف 2023، حيث انتقل إلى نادي الهلال السعودي بعقد ضخم، ليصبح واحدًا من أبرز النجوم العالميين الذين انضموا إلى دوري روشن السعودي ضمن موجة تعاقدات ضخمة.
الصفقة أكدت بشكل كبير أن اللاعب لم يعد يسعى وراء المجد الرياضي بقدر ما يبحث عن العقود المالية الضخمة، خاصة أنه كان بإمكانه البقاء في أوروبا والاستمرار في المنافسة على أعلى المستويات.
عانى النجم البرازيلي من قلة المشاركة بسبب إصابة في الرباط الصليبي لمرتين متتاليين، مما أثر على مسيرته مع الفريق السعودي.

العودة إلى البيت الذي بدأ فيه
يعود نيمار بعد فترة قصيرة قضاها مع نادي الهلال السعودي، إلى ناديه الأم سانتوس، حيث وقع عقدًا لمدة ستة أشهر.
وقد استُقبل نيمار بحفاوة كبيرة من قبل جماهير سانتوس في ملعب فيلا بيلميرو، حيث عبروا عن سعادتهم بالعودة ورغبتهم في تقديم أفضل ما لديه للنادي.
يذكر أن نيمار كان قد انضم إلى الهلال في عام 2023، تعد هذه العودة فرصة لنيمار لاستعادة مستواه والمساهمة في تحقيق إنجازات جديدة مع سانتوس.
ويجد نيمار بعودته إلى سانتوس أمام فرصة أخيرة لإعادة بناء إرثه الكروي وإثبات أن موهبته لا تزال قادرة على التألق.
فهل ستكون هذه العودة محطة جديدة في مسيرته نحو المجد، أم مجرد حلقة أخيرة في رحلة لاعب لطالما أثار الجدل بقراراته؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة.