استيقظنا صباح اليوم على خبر حزين وهو وفاة اللاعب أحمد رفعت صانع ألعاب فريق مودرن سبورت، ربما لم يكن اللاعب معروفًا بشكل كبير قبل إصابته سوى لدى المهتمين بكرة القدم، لكن الإعلان عن إصابته في شهر مارس الماضي، خلال إحدى المباريات أحدث ضجة داخل الوسط الرياضي، والمواقع الإخبارية، وجميع مواقع التواصل الاجتماعي ليصبح تريند، ويدعوا له الجميع بالشفاء.
وظل الجميع يترقب ويبحث عن تطورات حالة اللاعب الصحية متمنيين له تحقيق أمنيته بالعودة للملاعب مرة أخرى واستكمال حلمه الكروي.
وقبل أيام من وفاته ظهر اللاعب بإحدى البرامج التليفزيونية ليعلن سبب إصابته، وقال «مررت بظروف، وضغوط نفسية شديدة، لم يمر بها أي لاعب كرة قدم من قبل، وكانت هذه الضغوط عاملاً رئيسياً في أزمتي الصحية، وأنه كان يلعب في فترة الصيام، ولم يكن يتناول مكملات غذائية، وأن الظروف القاسية التي مر بها ربما كانت السبب فيما حدث».
عند مشاهدتي هذا اللقاء حينها تذكرت حديث بين البروفيسور العالمي الدكتور مجدي يعقوب، والإعلامية لميس الحديدي عندما وجهت له سؤال «إيه اللي بيوجع قلب الناس يا دكتور؟ فأجاب «حاجات كتير لكن أوحش حاجة هو الحزن، كل الناس بيجيلهم حزن بحاجات مختلفة، فقامت بتكرار نفس السؤال يعني فعلا الحزن بيوجع القلب يعني مش بنحس أننا موجوعين كده وخلاص؟ فقال «بيأثر على القلب وبيخلي حتت منه تضعف ساعات، ودي حاجات شوفناها في السنين اللي فاتت، فسألت مرة أخرى بتعجب يعني القلب المكسور بيعاني!؟فأجاب أن القلب ما بيشتغلش بعد ما حد بيزعل ولو ماحصلش لهم حاجة ممكن القلب يرجع طبيعي بعد أسبوع، أو ١٠ أيام، فسألت هل ممكن تقوى تاني؟ فأجاب تقوى تاني ولكن الحاجة المخيفة أن في وقت ما تكون ضعيفة ممكن يحصل مضاعفات».
والحقيقة أن في كل وقت أمر بحزن شديد أتذكر تلك الكلمات للبروفيسور العظيم وأحاول السيطرة والتغلب على حزني، وأشعر بالخوف والتوتر الذي لا يمكن وصفه، ولكن ما حدث اليوم مع اللاعب أحمد رفعت رحمة الله عليه، جعلني أزداد خوفا فالحزن حقا سم قاتل!.
فهل سنموت حزنا! أتيقن تماما أن هذا اللاعب لم يكن الأول ولن يكن الأخير، أتيقن أيضا أن الحزن سيسرق أعمارنا سيسرق نجاحنا فلماذا نحزن!.
ربما أكتب كلماتي هذه والحزن يملأ قلبي متأثرةً بوفاة اللاعب، ومتأثرةً بكل حزن مررت به كاد أن يقتلني ويسرق شبابي!
لا تتركوا الحزن يأكل قلوبكم وأجسادكم، تخلصوا من أوجاعكم، ومن ظلمكم ذات يوم وتسبب في تلك الأوجاع فلنا رب كريم «ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون».
لا تتركوا الحزن ينهي حياتكم، ومن الطبيعي أن كل منا لديه انكسارات وانتصارات لدينا هبوط وصعود لدينا نجاح وفشل، ولكن الأهم الاستمرارية في السعي وعدم الوقوف عند مطب ونعتبره نهاية الكون.
لا تحزن وتذكر دائما أن الدنيا ليست بإرادتنا وإنما بأمر الله وأمر الله كله خير.
لا تحزن أيها المنهك قد تكون الحياة غير منصفة معك، ولا تعجز : كن قوياً ، واجمع شتاتك فقد يأتي يوماً يمحي وجع الأمس.
خالص العزاء في وفاة اللاعب أحمد رفعت، وأسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.