بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، برزت تساؤلات حول الشخصيات التي قد تتولى قيادة الحزب في المستقبل. حزب الله يعد أحد أبرز الفاعلين في الساحة السياسية والعسكرية في لبنان والشرق الأوسط، وله قيادة هرمية معقدة تتضمن مجلس شورى قرارات ومواقع نفوذ داخلية وإقليمية. في ظل هذا المشهد، هناك عدة شخصيات بارزة داخل الحزب قد تكون مؤهلة لتولي القيادة. سنستعرض هنا أبرز المرشحين المحتملين وخلفياتهم.
نعيم قاسم – نائب الأمين العام لحزب الله
يعد نعيم قاسم من أقرب الشخصيات إلى حسن نصر الله وأكثرها تأثيرًا في اتخاذ القرارات داخل الحزب. قاسم شغل منصب نائب الأمين العام منذ عام 1991، وله دور كبير في صياغة سياسات الحزب والتواصل مع الفاعلين الإقليميين والدوليين. يتمتع بنفوذ قوي داخل الدوائر القيادية للحزب، ويُعرف بقربه من القيادة الإيرانية، التي تُعد الداعم الرئيسي للحزب.
حاصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء، وشارك في تأسيس الجناح السياسي لحزب الله. يُعرف بقربه من القيادة الإيرانية ومواقفه المتشددة تجاه إسرائيل.
هاشم صفي الدين – رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله
يعتبر هاشم صفي الدين من أبرز الشخصيات القيادية في الحزب، وهو ابن عم حسن نصر الله، وله تأثير كبير على القرارات الاستراتيجية داخل الحزب. يُشرف صفي الدين على العديد من الأنشطة المالية والاجتماعية للحزب، بالإضافة إلى إدارة شبكة من المؤسسات الاجتماعية والصحية.
يُعد هاشم صفي الدين من أبرز المرشحين، وهو ابن عم حسن نصر الله، وله نفوذ واسع في القرارات الاستراتيجية للحزب. يشرف على الأنشطة المالية والاجتماعية للحزب، ويعد من المقربين لإيران.
إبراهيم أمين السيد – رئيس المجلس السياسي لحزب الله
إبراهيم أمين السيد يُعد واحدًا من الشخصيات السياسية البارزة داخل الحزب، وله تاريخ طويل في العمل السياسي والدبلوماسي. يُشرف السيد على إدارة العلاقات السياسية لحزب الله مع الأطراف اللبنانية والعربية، وسبق أن تولى رئاسة المجلس السياسي للحزب لفترة طويلة.
- لعب دورًا كبيرًا في صياغة السياسات الأولى للحزب في الثمانينات، ويُعد من دعاة الحوار السياسي الداخلي مع التيارات اللبنانية الأخرى.
طلال حمية – قائد العمليات الخارجية
يُعرف طلال حمية بأنه المسؤول عن العمليات الخارجية لحزب الله، ويُشرف على العديد من العمليات الأمنية والاستخباراتية. حمية له تأثير كبير في هيكلة الحزب من الناحية الأمنية، ويُعتبر من الشخصيات الأكثر خبرة في العمل الخارجي.
خلف مصطفى بدر الدين في قيادة العمليات الخارجية بعد مقتله، ولديه علاقات قوية مع إيران وسوريا، ولع دور في العمليات الخارجية يجعله شخصية مؤثرة، لكن صعوبة ظهوره في المشهد السياسي الداخلي قد تحد من فرصه في خلافة نصر الله.
محمد يزبك – رئيس الهيئة الشرعية لحزب الله
محمد يزبك هو من الشخصيات الدينية البارزة في حزب الله، ويرأس الهيئة الشرعية للحزب، وهي الهيئة التي تشرف على الأمور الفقهية والدينية. رغم أن دوره أقل ظهورًا من الناحية السياسية والعسكرية، إلا أن له تأثيرًا كبيرًا داخل الحزب، خصوصًا فيما يتعلق بتوجيه الأعضاء على المستوى الديني والشرعي.
أحد مؤسسي حزب الله وله دور كبير في صياغة الفكر الديني للحزب، ويحظى بدعم رجال الدين في إيران، ورغم أنه لا يُعتبر مرشحًا سياسيًا أو عسكريًا، فإن تأثيره الديني قد يجعله جزءًا من القيادة الجماعية إذا تقرر اتخاذ هذا المسار.
ويبقىاختيار خليفة حسن نصر الله سيعتمد بشكل كبير على توازنات داخلية وإقليمية. نعيم قاسم وهاشم صفي الدين يُعدان من أبرز المرشحين لخلافته، نظرًا لمواقعهم الحالية وعلاقاتهم القوية مع إيران. أما الشخصيات العسكرية مثل طلال حمية أو أفراد عائلة بدر الدين، فقد يلعبون أدوارًا محورية في القيادة العسكرية لكن قد تكون فرصهم أقل في تولي القيادة العامة.
القيادة القادمة ستواجه تحديات كبيرة، سواء داخليًا في لبنان أو على مستوى الصراع الإقليمي، ومن المتوقع أن يكون الشخص المختار قادرًا على الحفاظ على توازن الحزب داخليًا وخارجيًا، ومواصلة الاعتماد على الدعم الإيراني في وجه التحديات المتزايدة.