بعد انتهاء الانتخابات التشريعية الفرنسية بأشهر قليلة، والتي لم تفضِ إلى تشكيل أغلبية في البرلمان، أعلن قصر الإليزيه اليوم الخميس عن تعيين ميشيل بارنييه رئيسًا للوزراء، مكلفًا بتشكيل حكومة جديدة بدلاً من حكومة جابريال أتال المستقيلة.
وخلال الأيام الأخيرة، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عددًا من الشخصيات السياسية، من بينهم الرئيسان السابقان فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي، بالإضافة إلى الوزيرين السابقين كزافيه برتران وبرنار كازنوف، وفقًا لوكالة “فرانس برس”.
وأشارت الوكالة إلى أن ماكرون كان قد رفض، بعد الانتخابات، تشكيل حكومة من التحالف اليساري الجديد أو تكليف مرشحته لرئاسة الحكومة، لوسي كاستيه.
وتسبب الإعلان عن اختيار بارنييه في جدل واسع في الأوساط السياسية الفرنسية، حيث اعتبرت ماتيلد بانوت، السياسية من حزب “فرنسا الأبية”، أن ماكرون لا يزال يتصرف كأنه مستبد بعد 52 يومًا من هزيمة حكومته، وكتبت على “إكس” تدعو الناس إلى الاحتجاج ضد هذا “الانقلاب غير المقبول”.
ومن جهته، اعتبر جاك لوك ميلنشون، رئيس حزب فرنسا الأبية، أن تعيين بارنييه يعتبر “سرقة لنتيجة الانتخابات”، مشيرًا إلى إمكانية أن يكون اختياره قد جاء نتيجة اقتراح من التجمع الوطني.
وعلى الجانب الآخر، أكدت حزب “النهضة” الرئاسي أنه لم يمنح بارنييه “شيكًا على بياض” لحكومته، لكن دون أن يطرحوا آلية لسحب الثقة منه، بينما صرحت مارين لوبان، رئيسة حزب التجمع الوطني، أنها ستنتظر تصريحات بارنييه قبل التفكير في إمكانية تقديم لائحة سحب ثقة في البرلمان.
بارنييه البالغ من العمر 73 عامًا، يُعتبر أكبر رئيس حكومة في تاريخ فرنسا الحديث، وقد كُلف بتشكيل “حكومة جامعة في خدمة البلاد”، حسبما أفادت الرئاسة الفرنسية، يُعرف بارنييه بأنه سياسي مخضرم، حيث شغل عدة مناصب وزارية في الحكومات الفرنسية وعمل ككبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي خلال مفاوضات بريكست.
كما شغل بارنييه عدة مناصب وزارية، بما في ذلك وزير الخارجية ووزير الدولة للشؤون الأوروبية ووزير البيئة. وعُين في عام 2016 كمفاوض رئيسي في ملف بريكست.
عندما أعلن بارنييه ترشحه للرئاسة في عام 2021، أشار أحد مساعديه إلى أن خبرته في الحكومات السابقة تعطيه ميزة تنافسية. وفي مقابلة سابقة، دعا إلى “وقف مؤقت” للهجرة حتى يتم إصلاح الإجراءات المتعلقة بها، وزيادة الإنفاق على الدفاع والبحث العلمي.