طبق من الفضّة الخالصة، قطره 95 سم، محاط بإطار خشبي يبلغ طول قطرة 5 سم، يصل طول قطر الدرع لمتر كامل، يستند على قاعدة خشبية، لتصبح كتلته 6 كيلو و 800 جرام.
هكذا كان أول تصميم لأحد أبرز علامات البطولة المحلية التاريخية والأم في مصر، ألا و هو درع الدوري المصري، الأبرز و الأكثر عراقة بين الدوريات العربية والأفريقية.
ذاك الدرع الذي يعبّر منذ نشأته عن الهوية المصرية على مر العصور، حيث في كل مرة من المرات الأربع التي تم فيها تغيير شكل الدرع، لا بد من وجود علامة مميزة في التصميم تُشير إلى العراقة المصرية.
تعود القصة إلى العصر الملكي، حينما كان الملك فاروق الأول يعتلي العرش في مصر، وتحديدًا في عام 1949، حينما طرح الإعلامي محمود بدر الدين فكرة إنشاء دوري مصري على غرار الدوري الإنجليزي، فقام الملك بإصدار أوامره لاتحاد كرة القدم المصري بإنشاء دوري كرة قدم، مع تصميم درع لهذا الدوري.
الاتحاد المصري لكرة القدم الذي تم تأسيسه عام 1921، برئاسة جعفر والي باشا، كان يضم مجلس إدارة مكون من 9 شخصيات عامة في ذلك الوقت.
أبرزهم محمد حيدر باشا رئيسًا للإتحاد، والذي كان يشغب عدّة مناصب في ذلك الوقت، مثل وزير الحربية والقائد العام للجيش، كما كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة نادي فاروق(الزمالك حاليًا).
أول نسخة للدوري المصري موسم( 1948 / 1949)، شهدت تتويج شياطين القلعة الحمراء النادي الاهلي بأول نسخة من درع الدوري المصري، في دوري كان يضم 11 فريقًا.
وكانت العادة مع نهاية كل موسم، يتم نحت اسم الفريق الفائز باللقب، مع تاريخ الموسم الرياضي، على درع الدوري قبل تسليم البطل اللقب، وتم نحت اسم الأهلي على أول لقب.
واستمر أول تصميم لـ درع الدوري مدة 67 عامًا، لم يتغير في أي موسم في تلك الفترة، تلك المواسم لم يتم لعب جميعها، بل هناك مواسم لم تكتمل، ومواسم تم إلغائها.
شهدت الفترة ما بين أول شكل لدرع الدورع، مع أول تغيير لشكل الدرع في موسم (2015 / 2016)، عدم إقامة البطولة في 6 مواسم مختلفة.
أول توقف للبطولة كان بسبب مشاركة مصر في دورة الألعاب الاولمبية 1952، أما ثاني توقف يعود لموسم (54 / 1955)، وفيها لم تكتمل المسابقة؛ بسبب اعتداء جماهير الأهلي على الزمالك في الأسبوع التاسع.
كما لم تقام البطولة من عام 1967 إلى عام 1972؛ بسبب ظروف الحرب، بينما لم تكتمل البطولة في أربع مناسبات أخرى مختلفة.
البداية بموسم (74 / 75)، مرورًا بموسم( 89 / 90)، وصولًا لموسم (2011 / 2012)، وآخر موسم لم يكتمل كان موسم (2012 / 2013).
طوال تلك الـ 67 عامًا لم يتغير شكل درع الدوري، حصل الأهلي منها على ٤٢ لقبًا، بينما حصل فرسان القلعة البيضاء على ١٤ لقبًا 3 ألقاب للإسماعيلي، ولقب لكل من الترسانة وغزل المحلة و الأولمبي والمقاولون العرب.
ومع بزوغ موسم (2015)، هبّت رياح التغيير، فأنتهى وقت الدرع الملكي، الذي صمد لأكثر من 50 عامًا، وبدأت الولادة الثانية لـ درع الدوري الممتاز.
في موسم 2015 اتخذ اتحاد كرة القدم المصري قرارًا بتغيير شكل درع الدوري المصري؛ لأنه أصبح قديمًا.
وكالعادة لا بد أن يُشير التصميم الجديد للدرع إلى الهوية المصرية والتراث المصري، فكان الشكل الجديد يحتوى على علم مصر؛ بالإضافة إلى الأهرامات.
وبعد أن كانت الفضة هي المسيطرة على طلاء درع الدوري، تغير الحال مع الولادة الثانية، وحل الذهب مكان الفضة كطلاء أساسي للدرع، ومع أول نسخة للشكل الجديد، حصل أبناء القلعة البيضاء على اللقب.
إلا أن ذلك التصميم لم يستمر طويلًا؛ إذ أنه تم تغييره في الموسم الذي يليه مباشرة، وذلك عن طريق إدخال بعض التغييرات البسيطة عليه، وهذا هو التغيير الثاني عام 2016، توج الأهلي بهذا اللقب.
ومع إنطلاق موسم 2017 شهد تغيير شكل درع الدوري للمرة الثالثة، وعاد إلى الشكل القديم، وكان الأهلي البطل.
وفي موسم 2019 الذي شهد تتويج الأهلي، كان التغيير الرابع لشكل درع الدوري المصري، إذ أنه تم استحداث شكل جديد كليًا للدرع يختلف عن سابقه.
أما التغيير الخامس والأخير في شكل الدوري، سيكون الموسم المقبل؛ حيث تقوم شركة في إنجلترا حاليًا بتصميم الشكل الجديد، ومن المتوقع أن يستمر لثلاثة مواسم.
الشكل الجديد للدرع سيتم تسليمه لبطل النسخة المقبلة، وليس لبطل النسخة الحالية، التي يقترب الأهلي من حسمها.
من المتوقع أن يبلغ وزن درع الدوري الجديد 12 كجم، وسيكون ارتفاعه 34 سم.
والتغيير الأخير في التصميم يأتي بسبب وجود راعي جديد للدوري العام، وهي شركة النيل للتطوير العقاري، وهكذا تغير درع الدوري من الفضة وصولًا إلى الذهب.