ما زالت أحداث هولندا تلقي بظلالها، بعدما شهدت العاصمة أمستردام أعمال شغب من قبل جماهير مكابي تل أبيب الإسرائيلي عقب هزيمة فريقهم أمام أياكس بخماسية نظيفة.
مباراة فرنسا وإسرائيل
وانتشرت الفوضى في شوارع المدينة، حيث رددت الجماهير الإسرائيلية هتافات معادية للعرب وفلسطين، مما دفع الجالية العربية هناك للرد عليهم ومطاردتهم في الشوارع.
بناءً على هذه الأحداث، تستعد فرنسا لاستضافة مواجهة مرتقبة بين منتخبها الوطني ونظيره الإسرائيلي هذا الأسبوع في باريس، وسط مخاوف من اندلاع أعمال شغب جديدة بين الجماهير الفرنسية والإسرائيلية، وقد رفعت السلطات الفرنسية حالة التأهب استعدادًا للمباراة.
بداية الأزمة بين الجالية العربية وجماهير مكابي تل أبيب في هولندا
شهدت العاصمة الهولندية أمستردام أواخر الأسبوع الماضي أحداثًا مثيرة للجدل بعد فوز فريق أياكس أمستردام الهولندي على فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي بخمسة أهداف مقابل لا شيء ضمن منافسات الدوري الأوروبي.
وانتهت المباراة باستياء كبير من جانب الجماهير الإسرائيلية، التي عبّرت عن غضبها من الخسارة من خلال تصرفات احتجاجية وشغب واسع، مما دفع الشرطة الهولندية إلى التعامل مع أحداث الفوضى التي أعقبت المباراة.
ووفقًا لتقارير الشرطة الهولندية، فقد تصاعدت الاحتجاجات من قبل بعض الجماهير الإسرائيلية، الذين قاموا بترديد هتافات عدائية ورفع شعارات معادية للعرب والفلسطينيين.
كما أفاد شهود عيان أن الجماهير الإسرائيلية قاموا بمضايقة سائقي سيارات الأجرة من أصول عربية، واعتدوا على الأعلام الفلسطينية المعلقة على نوافذ المنازل في بعض المناطق، مما دفع الشرطة الهولندية إلى إعلان حالة الطوارئ لضبط الأوضاع.
وفي استجابة سريعة لهذه الأحداث، تجمعت مجموعة من المواطنين العرب والمسلمين في شوارع أمستردام في محاولة للتصدي لهذه التصرفات والدفاع عن ممتلكاتهم، وسعت الشرطة الهولندية إلى تهدئة الأوضاع عبر نشر قوات إضافية لضمان الأمن العام في المدينة.
على الصعيد الدبلوماسي، أرسلت الحكومة الإسرائيلية احتجاجًا إلى السلطات الهولندية، مطالبةً بتوفير الحماية اللازمة لرعاياها ومشجعي فريق مكابي تل أبيب، حيث عبرت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عن هذه الأحداث بعرض صورة الضحية، متهمةً الجماهير المحلية بالعنصرية.

وزير الداخلية الفرنسي: فرنسا لن تتراجع عن استضافة مباراة المنتخب مع إسرائيل
من جانب آخر، صرّح وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، بعد الأحداث التي جرت في هولندا، أن فرنسا لن تتراجع عن استضافة مباراة تجمع منتخبها مع إسرائيل في إطار دوري الأمم الأوروبية الأسبوع المقبل، مؤكدًا في منشور له على منصة “إكس”، أن “فرنسا لن تستسلم أمام تهديدات العنف ومعاداة السامية”.
وأضاف أن بلاده ستواصل خططها لاستضافة المباراة في أجواء آمنة، على الرغم من مخاوف تصاعد التوتر بين الجاليتين اليهودية والمسلمة في فرنسا، خاصة مع تزايد الحوادث المعادية للسامية، والتي تفاقمت مع الحرب الجارية في غزة.
السلطات الفرنسية تقرر عدم رفع العلم الفلسطيني في المدرجات
وبالتزامن مع ذلك، أعلنت السلطات الفرنسية عن إجراءات أمنية مشددة تهدف إلى منع رفع العلم الفلسطيني في مدرجات المباراة، والتي ستجمع المنتخب الفرنسي مع الكيان الصهيوني مساء الخميس المقبل، ضمن الجولة الخامسة من دوري الأمم الأوروبية.
وأفادت شبكة “بي إف إم تي في” الفرنسية، من خلال تصريحات نقلتها عن شرطي باريسي يُدعى لورين نونيز، أن القرار يُعد إجراءً وقائيًا لاحتواء الأوضاع ومنع أي تجاوزات محتملة في المدرجات، خاصة في ظل حساسية القضايا المتعلقة بالصراع الفلسطيني لدى بعض مشجعي المنتخب الفرنسي.

السلطات الإسرائيلية تجلي رعاياها من هولندا بطائرات خاصة وتعزيزات أمنية بفرنسا
في سياق متصل، ذكرت وسائل الإعلام أن السلطات الإسرائيلية قررت إرسال طائرتين لإعادة مشجعي فريق مكابي تل أبيب من هولندا، حيث اعتبرت ما حدث من “اعتداءات معادية للسامية”، وقد تم ذلك بالتنسيق مع السلطات الهولندية لضمان سلامة مواطنيها.
ووسط تصاعد التوترات، عززت الشرطة الفرنسية إجراءاتها الأمنية، حيث أعلنت عن نشر أكثر من ألفي شرطي لتأمين مباراة المنتخب الفرنسي المقبلة، وسيتم فرض طوق أمني مُشدَّد حول استاد فرنسا بهدف منع وقوع أي صدامات محتملة بين المشجعين الفرنسيين ومؤيدي الكيان الصهيوني.
موعد مباراة فرنسا وإسرائيل في تصفيات الأمم الأوروبية
الجدير بالذكر أن المباراة المرتقبة بين فرنسا والكيان الصهيوني ستنطلق مساء الخميس، في تمام الساعة العاشرة إلا ربع بتوقيت القاهرة، وتأتي ضمن منافسات الجولة الخامسة من دوري الأمم الأوروبية، حيث يحتل المنتخب الفرنسي المركز الثاني في مجموعته برصيد تسع نقاط، بفارق نقطة واحدة عن المتصدر، في حين يتذيل الكيان الصهيوني الترتيب دون أي نقاط، ما يعني فقدانه فعليًا فرصة التأهل للدور التالي من البطولة.