أكد المحامي منتصر الزيات أن التاريخ يعيد نفسه بشكل مثير للدهشة، مشيرًا إلى أوجه التشابه الواضحة بين انهيار الدولة العباسية عام 1258 والأوضاع الراهنة في العالم العربي.
وأشار الزيات إلى أن الدولة العباسية سقطت على يد التتار بقيادة هولاكو، مما أدى إلى مقتل العديد من سكانها، بما في ذلك الخليفة المستعصم وأبناؤه، حيث غمرت الدماء نهر الفرات.
وأوضح الزيات أن سقوط الدولة لم يكن مفاجئًا، بل كان نتيجة لسنوات من الضعف والانقسام الداخلي، مبرزًا أن الانقسام بين الطوائف والأحزاب في تلك الفترة،
تحت شعار “نحن شعب وهم شعب”، ساهم بشكل كبير في تفكيك الوحدة السياسية والعقائدية التي كانت أساس الدولة.
وأشار الزيات إلى أن الوضع الحالي لا يختلف كثيرًا، حيث يبدو أن الشعوب تميل إلى الدعة والملذات، في حين يسعى الحكام والسلاطين إلى تكريس هذه الحالة.
ولفت إلى أن غياب وسائل التواصل الاجتماعي لم يمنع الناس من الانشغال بالتفاهات، متحدثًا عن انغماسهم في المجادلات الفارغة بينما يواجهون حقيقة مقلقة في العالم من حولهم.
وقال الزيات: “إنه لأمر مقلق حقًا أن نرى الأفراد يستمتعون بالمسليات والمقرمشات، بينما تتصاعد الأزمات من حولهم.
وهناك حالة من الفجور والانحلال تتصاعد في المجتمعات، حيث تتبارى الترندات بين التافه والفاسق، وهو ما يستدعي وقفة جادة من قبل جميع المخلصين في هذا الوطن”.
وفي ختام تصريحاته، دعا الزيات إلى ضرورة التوعية والانتباه للأخطار التي تهدد وحدة المجتمعات، مؤكدًا أن التاريخ يجب أن يكون درسًا لنا للتكاتف في مواجهة التحديات الراهنة.