أيا كان شكل ترتيبات ” اليوم التالي ” ، لا ينبغي السماح لإسرائيل أن يكون لها القرار أو السيطرة علي إدارة غزة ، ولكن من ناحية أخري ينبغي أن يتحلى قادة المقاومة ببعض المرونة والتوصل إلي صيغة مناسبة لإدارة تكنوقراط فلسطينية ، علي الأقل تظل للإشراف علي عمليات إعادة البناء ، والإعداد للإنتخابات خلال خمسة أعوام .
الأهم هو الحفاظ علي خيار البندقية في المعادلة ، مهما كان حجم الخسائر ، لأن استمرار وجود هذا الخيار يسهم بشكل حاسم في صنع السلام ، ولأن التخلي عنه يعني القبول بهزيمة غير موجودة حتي الآن ، ويصعب تحققها وفقا لكل ميراث حركات المقاومة ضد الأستعمار ، ثم أن لذلك أهمية في استمرار وتنامي زخم الدعم الشعبي العالمي .
لا يمكن استمرار سلطة رام الله بنفس حالتها الراهنة ، لابد من إعادة هيكلتها ، وتجديد شبابها ، وتغيير الخيول القديمة وكل عرباتها المتهالكة ..هذا التغير هو نتيجة منطقية لإختبار الدم الذي فشلت فيه السلطة بشكل فادح .
من الأهمية بمكان البدء منذ الآن في وضع قواعد واجندة مؤتمر دولي لإعادة بناء غزة ، حجم المتطلبات المالية ، الأولويات والوسائل والقيود الزمنية ، وأدوات تحقيق الشفافية والمحاسبية .
” السلام ” يبقي خيارا أستراتيجيا ، ولكنه ليس الخيار الوحيد ، و ” الأمن ” ليس إلا دالة تابعة لذلك الخيار ، معادلته هي حجم الأمن يعكس حجم السلام ، وضماناته هي توفره بشكل عادل لدي كل الأطراف الإقليمية .