أصبح الصديق العزيز مثل راقصة الاستربتيز، وعندما سألت عضو السفارة الذي رافق الوفد إلى المطار عن مسؤول الخارجية الأمريكية لإنهاء هذه المهزلة، أشار إلى شخص كان يتم تفتيشه هو أيضًا ذاتيًا.
اقتربت في النهاية من الضابطة الزنجية، وقلت لها ساخرًا: “سيدتي، ربما الذي يثير جهازكم هو الأفكار التي في رأس صديقنا، وأقترح أن يخلع رأسه!”، ولم تفهم النكتة، وطلبت من صديقنا أن يعاود المرور بعد أن يخلع نظارته… شعرت بالغيظ والمهانة.
وعندما بدأت خدمتي في إحدى الدول، وأثناء زيارة المجاملة الأولى مني للسفير الأمريكي، أصر ضابط المارينز عند بوابة السفارة الأمريكية على تفتيش السيارة، فرفضت، وطلبت منه أن يبلغ سفيره أنني حضرت في الموعد، ولكنه منعني من دخول السفارة.
عند عودتي إلى مكتبي، اتصل بي السفير الأمريكي معتذرًا، ومتعللًا بأنه لا يملك شيئًا حيال إجراءات أمن السفارة، وأوضحت له رأيي في قواعد المجاملة وأصول التعامل.
ولكنني قبلت اقتراحه بأن يحضر هو إلى مكتبي… وعلى الفور أصدرت تعليماتي لحراس الأمن في سفارتنا بأن يفتشوا سيارته رأسًا على عقب، وألا يسمحوا لسيارته بالدخول إلى حرم السفارة.
فوجئت بأن السفير الأمريكي حضر في سيارة ميكروباص قديمة متهالكة تشبه تلك التي تُستخدم في المواصلات العامة.
وبعد أن قام الحراس معه بالواجب، دخل مبتسمًا وهو يقول لي إن تعليمات الأمن تحرمه من ركوب سيارة عليها العلم الأمريكي!
والحقيقة، شعرت بالرثاء له وبعض من الشماتة.