تورط الجيش المصري في اليمن عند قيام ثورتها في سبتمبر. 1962 ، كان رأي السادات أن كتيبة صاعقة وطائرتي ميج 17 تكفي لمساعدة الثوار.
وانتهي الأمر بدفع ما يزيد علي 70 ألف جندي وعدد هائل من المعدات، حتي أنه يقال أن نكسة يونيو حدثت بينما نصف الجيش المصري يقاتل في اليمن.
كانت اليمن نزيفا للخزانة والجيش المصري، في مواجهة السعودية والأردن وقوات مرتزقة ..الخ
لا شك في وجود أهداف استراتيجية مصرية حينذاك ، تحقق منها بعضها مثل تحرر عدن ، استعادة الروح القومية بعد انكسار انفصال سوريا من دولة الوحدة ، وضمان مفتاح استراتيجي عند باب المندب.
ولكن تمثل الإخفاق فيما يلي :
أن المخطط المصري لم يحدد بوضوح استراتيجية الخروج ، التي ترتبط بتحديد مفهوم النصر ؛
أن القادة الميدانيين لم تكن لديهم الخبرة الكافية بميدان المعركة ، ولا الثقافة المطلوبة لفهم المجتمع المحلي ، ودفعنا لذلك أثمان فادحة ؛
ان العمل العسكري لم يترافق مع جهد سياسي ودبلوماسي جاد ؛
وفقا لما نشرته بعض المراجع الأجنبية ( لعدم توفر مراجع علمية محلية ) يشير إلي فشل إعلامي ودعائي سواء في ساحة الحرب أو في الإقليم أو المستوي الدولي ؛
والدروس المستفادة من هذه الحرب متعددة :
عدم التورط العسكري في ميدان بعيد ، لا يناسب إمكانيات دولة صغيرة ؛
الضرورة القصوي لتحديد هدف/ أهداف الحرب ، واستراتيجية الخروج منها بعد تحقيق الهدف مباشرة ؛
التمهيد الإعلامي والدبلوماسي الجيد ، قبل إطلاق الطلقة الأولي؛
لا يكفي أن يكون التدخل شرعيا ( بطلب من الحكومة المستهدفة ) ، بل يجب أن تكون شرعية الطرف الذي يطلب المساعدة مستقرة ؛
ضمان تحييد العوامل الخارجية قدر الإمكان، وخاصة لدي دول الجوار ؛
وفي النهاية ، يجب الحرص علي تعبئة متوازنة للمجتمع ، ولابد لكل القوي السياسية أن تقف خلف الجنود بمجرد إطلاق الطلقة الأولي.. ففي ميادين القتال ، يصبح اصطفاف الشعب فريضة ، فلا حكومة هنا ولا معارضة ، وإنما شعب يخوض معركة بكل فئاته كي ينتصر .