وجه الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، رسال إلى الدكتور فتحي الفقي، عضو هيئة كبار العلماء، بعد رد الأخير على الأول في مسألة مواساة من مات له حيوان فحزن عليه.
وشكر شاهين في بداية رسالته الفقي، مضيفًا: “لقد أنصفتني من حيث لا تشعر، وأدلتك الشرعية تسقط رأيك في المسألة، بل وتؤكد علي صحة رأيي، وأطالب فضيلتك بدليل شرعي يؤيد رأيك لأنه لا تحريم إلا بنص”.
وأكد شاهين أن رأي الفقي بتحريم مواساة من مات له حيوان فحزن عليه إنما يمثل رأي شخصي حول المسألة وليس رأي مؤسسة الأزهر الشريف إلا إذا صدر عن المؤسسة بيان رسمي.
وشدد شاهين على أن استدلال الفقي علي رأيه قد أنصفه من حيث لا يشعر، متابعًا: “فإن كان تستدل علي رأيك بقوله تعالي “ولقد كرمنا بني آدم”، وهذا حق، فأنا أقول لفضيلتك إن هذا دليل علي جواز المواساة وليس كما تقول بالتحريم؟
وقال الفقي، إن مواساة الإنسان عند حزنه لأي سبب إنما هي من مظاهر تكريم الإسلام له وحده، فمتي وجد الحزن وجبت المواساة، أيا كان السبب، وتقدير الإنسان لحجم مصابه أمر شخصي يخصه وحده دون غيره.
وتابع: لم يطلب الفنان خالد الصاوي أن يجمعه الله بكلبته في الآخرة أو الجنة كما تقول، وإنا سأل الله أن يجمعه بها في حلم طويل، وأعتقد أن تلك أمنية مشروعة.
وأوضح شاهين أن الحكم لو كان بأن دعوة الإنسان أن يجمعه الله بكلب محرم بدعوي أن الكلب نجس، متسائلًا عن قول الفقي في أهل الكهف الذين وصفهم الله تعالي بقوله: “إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدي” وقد كانوا برفقة كلب.
وتساءل شاهين كيف قد زادهم الله هدي وهم يفعلون أمرا محرما علي حسب كلامك؟
وطالب شاهين في نهاية رستالته عضو هيئة كبار العلماء فضيلتك بنص شرعي يفيد تحريم مواساة من مات له حيوان، مؤكدًا أنه لا تحريم إلا بنص.