بمنتهي الفخر والإعتزاز أكتب هذا المقال لتهنئة الشعب المصري أولًا علي تدشين موقع الحرية، أهنئه بوجود هذه المساحة الجديدة والمهمة في بلاط صاحبة الجلالة والتي تكمن أهميتها في كونها مساحة للتعبير عن نبض المواطن وألمه وأمله وإحتياجه وشعوره وصوته الذي بحاجة إلي التعبير عنه.
وهو ما رأيناه في الفترة الماضية من خلال المرحلة التجربية ( ما قبل التدشين ) من تنوع سياسي واقتصادي وفني ورياضي قدمه لنا الأصدقاء في موقع الحرية وهو مايدفعني ثانيا لتهنئة كل فريق العمل من الأصدقاء والزملاء الذين يعملون بجد وإخلاص من أجل هذه التجربة الرائعة والملهمة وبأقل الإمكانيات ولكنها تحمل الكثير من التأثير الإيجابي الذي نفتقده مؤخرًا في عالم الصحافة المصرية.
نحن بحاجة إلي مساحة كهذه تعبر عن الكثير من الأراء المختلفة والتي يفتقدها عالم السياسة المصرية، اراء المعارضة واراء تصحيح المسار ، فقد مل المواطن من صحافة الصوت الواحد وهو ما لا يدركه البعض للأسف ، ولكني علي ثقة بأن هذه المساحة المهمة ستكون معبرة عن كل الأصوات وتكون بحق مساحة للحرية يعبر فيها الجميع عن اراءه بكل موضوعية، فأبناء هذه التجربة هم أبناء لثورة يناير العظيمة ويحملون أحلامها وتطلعاتها ومبادئها، وكانت الرسالة واضحة ومتسقة مع ذلك أولا في إختيار الإسم “الحرية” وثانيا في اختيار موعد التدشين في 11 فبراير وهو اليوم الشاهد علي الخضوع للإرادة المصرية وفي ذلك دلالات عظيمة.
لدي الكثير لأقوله عن هذه التجربة الرائعة والملهمة ولكني أهتم في هذه السطور فقط بالتهنئة وقد قصدت أن أنهي كلامي بتئهنئة الصديق العزيز عصام الشريف رئيس تحرير “الحرية” علي التدشين والإنطلاقة، فقد كنت شاهد خطوة بخطوة علي بناء هذه الموقع من البداية ولا إحراج في أن أقول أنه بدأ حرفيا من تحت الصفر.
هذا الشاب الصعيدي الذي خرج من قريته في المنيا صغيرا يبحث عن ذاته في العاصمة ولم يقف مكتوف الإيدي تحت ضغوط البحث عن لقمة العيش ، ولكنه طور نفسه وحصل علي بكالوريس الإعلام المفتوح ودخل عضوية نقابة الصحفيين ، وساهم في عدة تجارب صحفية ، وساهم في بناء موقع الحرية بأقل الإمكانيات البسيطة ، وكلي ثقة في أنه سوف ينجح مع هذه التجربة الرائعة والتي كان لي الشرف أن أزور مقرها في زياراتي الأخيرة لمصر ، أثناء الإعداد للتدشين.
كل الكلمات لا تكفي سعادتي بتلك التجربة الرائعة وتفائلي بها ويقيني بنجاحها وثقتي بأنهم سيكونوا عند حسن الظن دائما.
فمصر تحتاج إلي تلك المساحات والأصوات المختلفة فحرية الصحافة من حرية المواطن والوطن.