وصف الدكتور محمد نصر علام وزير الري السابق، المشهد الحالي المصري الخاص بقضية سد النهضة بأنه “ليس جيدًا في مجمله”، وقال:” إثيوبيا تبني وتخزن المياه براحتها وكل ردود الأفعال المصرية داخلية وموجهة للمصريين اطمئنوا السد العالي مليان، وبنعمل دلتا جديدة وكله تمام”.
وأضاف علام في التدوينة الثالثة له عن “تحديات سد النهضة” على صفحته ب “فيس بوك”: “هناك مجموعة حكومية لاحظتها في الفيس كلامها كله أنه كله تمام ومفيش خطر على مصر وعلى حصتها المائية، ولما تيجي إثيوبيا تاخد من حصتنا تبقوا ياشعب تشتكوا وتقولوا أن فيه مشكلة”.
وتابع علام: “وزير الري لا يتحدث عن هذه الأزمة والتحديات المحيطة بها، ومش عارف أنا الحقيقة، هيقول إيه في وسط هذا التسطيح الإعلامي، الله يكون في عونه، والسد، إثيوبيا بتعليه كل يوم وعيني عينك في صلف وتكبر، والوزير بيتكلم عن التعديات الداخلية على الترع ومخالفات المصريين، أما التعديات الخارجية فمتروكة لبعض المطبلاتية، ونحن نعيش غيبوبة إعلامية عن المؤامرة فليس هناك تفاصيل عن المخطط لنا ولدولتنا، في ظل ديوننا الاقتصادية المتراكمة واستغلالها من قبل أطراف إقليمية ودولية لتحقيق ما يريدون من تحجيم الدولة وتغييبها عن القضايا الإقليمية وعلى رأسها السودان”.
وأردف وزير الري السابق: “إثيوبيا ودول الحوض لا يعترفون بحصتنا المائية القانونية والتاريخية، ويحاولون فرض الأمر بالقوة على مصر إن لم يكن اليوم سيكون غدا للأسف إذا استمر الوضع الحالي من تراخي، وهناك سدود إثيوبية سيبدأ بناؤها قريبا لفرض وضع مائي يصعب عكسه مستقبلا، ويصعب معه تأمين حصتنا المائية القانونية والتاريخية، وهناك مؤامرات دولية وإقليمية لتسعير وبيع المياه”.
واستطرد: “الواضح من تصريحات الدولة أن هناك صعوبة في تنفيذ حلول أمنية في الوقت الحالي، وهذا للأسف واضح، وللأسف سيزداد الموقف صعوبة يوما بعد آخر، والله أعلم كيف ستنتهي أزمة السودان، وهناك ضرورة لإصلاح الإعلام الداخلي وتجنيده للدفاع عن حقوق الدولة وحياة شعبها في هذه القضية المصيرية، وهناك حاجة عاجلة لتصحيح الأخطاء الداخلية والتعامل بقوة مع المؤامرات الإقليمية والدولية، وضرورة إجراء تصحيح لعلاقاتنا الدولية والإقليمية، في إطار المصلحة الوطنية، والظروف والتحولات الدولية الحالية قد توفر الإطار والإمكانية لتصحيح المسار إذا صدقت النوايا”.
وكان الدكتور محمد نصر علام، أكد خلال تدوينة سابقة له على فيس بوك، أمس، أن هناك محاولات من البعض في الداخل والخارج للتهوين وأحيانًا التهويل من تأثير السد الإثيوبي على مصر”.
وتابع: “السد الإثيوبي ضخم، وتبلغ سعته أقل قليلا من مرة ونصف حصة مصر المائية السنوية، وحاولت إثيوبيا بناءه وكذلك بناء سدود أخرى منذ عقود وباءت المحاولات بالفشل، ولكنها نجحت في تحويله لواقع في ظروف 2011”.
وأردف: “ملء هذا السد بالمياه كان وسيكون من حصة مصر المائية والتي لا تعترف بها إثيوبيا، وفواقد التخزين المائية السنوية من السد عن طريق البخر والرشح، ستكون أيضًا من حصة مصر المائية والسودان تستخدم كامل حصتها المائية قبل وصول مياه النيل لمصر”.
وأوضح: “أضرار السد الإثيوبي أضرار دائمة وليست مؤقتة، وتزداد في فترات الجفاف، ومن الجهل القول أن الضرر على مصر يأتي أثناء ملء السد فقط، فالسد سيملأ ويفرغ العديد من المرات خلال عمره الافتراضي، وحتى إذا تم عقد أي اتفاق للملء والتشغيل، ستكون أيضا هناك أضرار مائية على مصر ولكنها ستكون محدودة ويمكن التعايش معها وتحملها، وسيكون هناك نقصا كبيرا في كهرباء السد العالي”.
ولفت إلى أن السد الإثيوبي سيؤدي إلى تداعيات بيئية سلبية في شمال الدلتا، ومشاكل ملاحية بطول النهر والرياحات، وستتأثر إنتاجية المزارع السمكية سلبًا.
وأشار إلى أن المفاوضات مع إثيوبيا شهدت نجاحات وإخفاقات، والإخفاقات كانت هي أكثر، مضيفًا: “بعد ثورة يناير تم تغيير وزير الري العديد والعديد من المرات ومعظمهم لم يكن على المستوى المطلوب”.
وتابع: “حاليًا، فريق التفاوض المصري الفني والأمني والقانوني على أعلى مستوى دولي وليس فقط محلي، وليس هناك أي تفاوض سياسي للأسف، بالرغم من أنها قضية سياسية في المقام الأول ولكن إثيوبيا ومن ورائها يتجنبون ويتحاشون ذلك”.
وأضاف: “ما يثيره البعض من خطورة إعلان المبادئ وأنها السبب الرئيسي في هذه الأزمة، كلام مستطرد ليس له أي مستند قانوني أو فني، والهدف منه هو الضرب في الرئيس السيسي وسياساته والتي أختلف مع العديد منها، ولكن عندما نتحدث عن مصر لابد من تحري الدقة والبحث عن الحقيقة”.
وأردف: “لإلغاء اتفاق المبادئ، لا يلزم ذلك موافقة البرلمان، ويمكن تمزيقه على الهواء وخلصت على كده، ولكن ما فوائد وأضرار ذلك، فتستطيع وزارة الخارجية الإجابة”.
وأكد: “كانت دولة السودان يتم استخدامها وبفاعلية في فترة البشير لتحقيق أهداف المؤامرة الدولية الإثيوبية لسد النهضة وغيرها من المؤامرات ضد مصر، وأحد الأهداف كان تحجيم مصر وتقييد تحركاتها الأمنية والسياسية، والحمد لله تغير الوضع بعد الثورة السودانية وتغيير النظام السوداني العميل”.
واستطرد: “لم يسمح خونة الداخل وأعداء الخارج في السودان بهذا التغيير الإيجابي، فقاموا بفتنة السودان باستخدام عملائهم لخراب البلاد، والحيلولة دون أي تدخل أمني من مصر في قضية سد النهضة، وكانت أولى المهام للمتمردين ترحيل القوات المصرية والطيران المصري من السودان وعلى مشهد ومرأى الجميع”.