تحدثتُ سابقًا كثيرًا في مواضع مختلفة عن قانون الطوارئ، وقلت إنه لم يمنع اغتيالات أو تظاهرات، وأن حركات الثورة مثل كفاية و6 أبريل والجمعية الوطنية للتغيير و25 يناير، وحتى اغتيالات رجال سياسة مثل رفعت المحجوب وغيره، تمت تحت مظلة قانون الطوارئ.
وأجد أن الأمر الآن متماثل، فالقبض المستمر والاعتقالات المبالغ فيها لكل صاحب رأي معارض أو مختلف مع السلطة وبعض أخطاء الحكم، لن تمنع أيضًا خروجًا شعبيًا، ولن توقف النقد.
الاختلاف سُنَّة الحياة، والمعارضة جزء من المنهاج الدنيوي والسياسي لتقويم السياسات والقرارات.
وهنا أسوق لكم رؤية بسيطة من واقعنا المصري.
هل أكلت يومًا على عربة فول في أي ميدان أو طريق؟
هل شاهدت بائع الفول وهو يقوم برفع غطاء قدرة الفول؟
وهل تعلم لماذا يقوم بهذا الفعل من وقت لآخر؟
بائع الفول يدرك أن تهوية القدرة تحفظ لحبة الفول قوامها، فلا تهرس، فتكون غير مستساغة لزبائنه، مما قد يحمّله خسائر وهلاكًا في مقدار ما يبيعه يوميًا.
فهل نتعلم من بائع الفول أن نحافظ على القوام المجتمعي ومنظومة الحياة والتعايش بين السلطة والمعارضة، بعيدًا عن “الهرس” الذي قد يؤدي إلى الانهيار؟