بعدما قطع برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة المساعدات الغذائية لـ 100 ألف لاجئ سوري في الأردن، وأرجع هذا القرار إلى محدودية الموارد، بات الآلاف من أسر اللاجئين السوريين يعيشون المجهول أمام نقص المساعدات والجوع المتفشي في مخيمات اللاجئين، وبحسب نائب المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية في الأردن لورين جوبليت، فإن البرنامج بحاجة لتوجيه الموارد إلى الأسر الأشد احتياجًا، وهو ما يعني تقليص المساعدات عن 17 ألف أسرة سورية تعيش في الأردن.
وللمرة الثانية يخفض برنامج الأغذية مساعداته للاجئين السوريين في الأردن، بعدما قلص مساعداته الغذائية الشهرية للاجئين عن ـ465 ألف لاجئ، واستبعد 50 ألف شخص آخرين من المساعدة الشهرية، ويأوي الأردن أكثر من 1.3 مليون سوري منذ عام 2011، بينهم 724 ألف مسجل لدى برنامج الأغذية بالأمم المتحدة، كما قلصت الأمم المتحدة المساعدات عن ألاف الأسر السورية في مخيمات النازحين في الشمال السوري.
وبعد إعلان الأمم المتحدة تقليص المساعدات عن ألاف اللاجئين السوريين في الأردن، وما سبقها من قرارات مماثلة من الأمم المتحدة بخفض المساعدات عن السوريين، شمال غرب سوريا، ومساعي كل من لبنان وتركيا والأردن بترحيل اللاجئين السوريين، تؤكد هذه الأحداث إلى اقتراب ترحيل اللاجئين السوريين من دول أوروبا، خاصة بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين إيطاليا ونظام بشار الأسد، بعد تعيين سفير إيطالي في سوريا يوليو الماضي، كأول دولة أوروبية تعيد علاقتها مع النظام السوري.
كما أن بعض دول أوروبا مثل السويد التي عرضت على اللاجئين السوريين 34 ألف دولار للفرد الواحد مقابل العودة الطوعية إلى سوريا، والعديد من دول أوروبا تعرض حوافز وإعانات بغرض العودة الطوعية للسوريين إلى بلادهم ومنهم الدنمارك التي تعرض 15 ألف دولار للفرض، وتوجه هذه المؤشرات أصابع الاتهام إلى التطبيع مع نظام بشار الأسد، والجهود المبذولة لتطبيع أوروبي مع نظام بشار، بأنه السبب الرئيسي في الضغوط الحكومية على اللاجئين السوريين للعودة الطوعية إلى بلادهم، رغم رفض اللاجئين السوريين لكل طلبات وإغراءات العودة، مؤكدين أن سوريا غير أمنة على حياتهم.
وتأسف عبد الرحمن ربوع الكاتب والسياسي السوري، على قطع المساعدات على الألاف من أسر اللاجئين السوريين في الأردن للمرة الثانية خلال وقت قصير، مشيرًا إلى أنه يومًا بعد يوم تتناقص موارد المنظمات الإغاثية الدولية والاقليمية بسبب حالة الركود العالمي وتباطؤ الإنتاج والحرب الروسية الاوكرانية والحرب الأهلية في السودان وحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.
وأشار الكاتب السوري في تصريح لـ”الحرية”، إلى أن المجتمع الدولي عمومًا يعاني من نقص الموارد بسبب تحويلها إلى قطاعات أخرى مثل الصحة خلال جائحة كورونا أو العسكرة والإنتاج الحربي بسبب الحروب والنزاعات، موضحًا أن دول الاتحاد الأوروبي والسعودية والكويت كانت ومازالت الممول الرئيسي لبرامج رعاية اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن ومصر.
وأضاف: “مع الحرب الروسية الأوكرانية ونزوح الملايين من الأوكرانيين تتوجه هذه المساعدات لهم كما أن الحروب في المنطقة سواء في اليمن أو السودان أو فلسطين فرضت أعباء إضافية على دول عربية مثل السعودية والكويت والإمارات، وهذا ساهم في تقليل من حصة اللاجئين السوريين وصعَّب ظروفهم وزاد معاناتهم”.
وأكد ربوع أن الأوضاع الأمنية والسياسية في سوريا مازالت غير مواتية تمامًا لعودة السوريين، تزامنًا مع استمرار عدوان النظام السوري على المعارضة السورية، والاحتلال العسكري الإيراني والمليشيات الشيعية التي تحول دون عودة ملايين النازحين واللاجئين والمهاجرين إلى بيوتهم في دمشق وحلب وحمص.
وأوضح الكاتب السوري، أن بيوت السوريين للأسف إما مدمرة أو محتلة من قبل المليشيات الشيعية وعائلاتهم الذين جاءوا من إيران وأفغانستان وباكستان والعراق ولبنان واليمن، متعجبًا من حملات بعض الدول لترحيل السوريين، لافتًا إلى أن اللاجئين السوريين يعتمدون على أنفسهم، ويعملون في دول اللجوء لتأمين حاجاتهم الأساسية.
وتابع: “السوريون يرحبون بالعودة إلى بلادهم، ولكن بعد انتهاء الحرب وخروج الاحتلال الإيراني والروسي، ووقف القصف الإسرائيلي على سوريا، والميليشيات المنتشرة في البلاد وتنشر الرعب في البلاد، بجانب جرائم النظام في حق العائدين من اعتقالات وتعذيب”.