كشف الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، عن تعرض مصر لخسارة كبيرة في إيرادات قناة السويس خلال العام الماضي، حيث فقدت البلاد نحو 7 مليارات دولار، وهو ما يعادل 350 مليار جنيه.
خسائر قناة السويس
وأوضح السيسي، أنه ورغم هذه الخسارة التي أثرت على العوائد المالية المباشرة، إلا أن مصر لا تزال تمضي قدمًا في طريق الإصلاح الاقتصادي، مؤكدًا إشادة صندوق النقد الدولي بمسار الإصلاحات الذي تحقق في البلاد.
وأثارت تلك التصريحات جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح الكثيرون يتساءلون كيف تُحقق القناة هذه الخسائر رغم إشادة صندوق النقد الدولي بالاقتصاد المصري.
سبب خسائر قناة السويس
في تصريحات خاصة لـ “الحرية”، أوضح الدكتور سمير رؤوف، خبير أسواق المال، أن خسائر قناة السويس يتم حسابها من خلال مقارنة أعلى قيمة لها في العام الحالي مع السنة السابقة، مشيرًا إلى أن القناة تكبدت بالفعل خسائر تقدر بحوالي 7 مليارات دولار مقارنة بالعام الماضي.
وأرجع الخبير الاقتصادي، هذه الخسائر إلى الحروب المستمرة في اليمن والاضطرابات التي شهدها البحر الأحمر، ما أدى إلى تقليص حركة مرور السفن عبر القناة، حيث بات نحو 55% فقط من السفن تعبر من قناة السويس، بينما تتجه باقي السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
وأكد رؤوف، أن الأزمة في اليمن شكَّلت تحديًا كبيرًا فيما يخص تأمين العبور، حيث أصبح من الضروري تكثيف إجراءات التأمين، إما عبر الاتفاق على وجود قوات دولية، أو من خلال قيام القوات المصرية بتأمين السفن، مما يشكل عبئًا إضافيًا على القناة.
وأضاف رؤوف، أن العبور عبر رأس الرجاء الصالح يتطلب 13 يومًا إضافيًا من الوقت، مما يزيد من تكاليف الوقود ويؤثر على التكلفة الكلية للمرور، لذا يجب أن تكون تكلفة عبور قناة السويس أقل من تكلفة العبور عبر رأس الرجاء الصالح لتظل الخيار الاقتصادي الأفضل.
وفي ختام تصريحاته، أشار “رؤوف” إلى أن هناك فرصًا لزيادة أرباح قناة السويس من خلال تحسين خدمات السفن، مثل الشحن والتفريغ، والنقل، وكذلك خدمات الطاقم داخل مصر. هذه الخدمات يمكن أن تساهم في تعويض الخسائر وزيادة الأرباح الرأسمالية للقناة.
ما لا تعرفه عن قناة السويس
تُعد قناة السويس أحد أبرز المعالم الملاحية في العالم، حيث تمثل ممرًا مائيًا صناعيًا بمستوى البحر يمتد عبر الأراضي المصرية من الشمال إلى الجنوب، رابطًا البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر.
ويقع هذا الممر الحيوي في برزخ السويس، الذي يفصل بين قاراتي آسيا وإفريقيا، ويشكل أقصر الطرق البحرية بين أوروبا والدول المحيطة بالمحيط الهندي وغرب المحيط الهادئ.
تتمتع قناة السويس بموقع استراتيجي بالغ الأهمية، حيث تعد أكثر القنوات الملاحية كثافة في الاستخدام على مستوى العالم.
وتسهم السفن الحديثة بشكل كبير في حركة المرور عبر القناة، نظرًا لأنها تمثل أقصر وأسرع مسار للانتقال من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي، مما يجعلها وجهة أساسية للعديد من السفن التجارية العابرة.
من الناحية الاقتصادية، تشكل قناة السويس مصدرًا رئيسيًا للدخل في مصر، حيث تساهم رسوم العبور التي تدفعها السفن في دعم الاقتصاد الوطني بشكل كبير، هذه الرسوم تمثل جزءًا حيويًا من إيرادات الدولة، مما يعزز من قدرة مصر على تمويل مشروعاتها التنموية ويزيد من قوتها الاقتصادية.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجه قناة السويس من وقت لآخر، مثل الاضطرابات في المنطقة أو الارتفاعات في تكلفة تأمين المرور، تبقى القناة حجر الزاوية في حركة التجارة العالمية وموردًا استراتيجيًا لا غنى عنه بالنسبة للاقتصاد المصري.
اقرأ أيضًا: عماد جاد يوجه رسالة للرئيس السيسي: دعوة للحفاظ على هوية مصر وفتح المجال العام