نواب قليلون يقدرون حجم التحديات.. والأغلبية لا يفعلون شيئًا على الإطلاق
أحداث البلطجة بنقابة المهندسين مهزلة… ونأمل في إصدار أحكام رادعة
استمرار “الحراسة” على “الصيادلة” يعطل مصالح أصحاب هذه المهنة
القوائم المغلقة ليست انتخابات.. ولا تعبر عن إرادة الشعب
حوار- سيف رجب
ترى الدكتورة كريمة الحفناوي أن الحكومة المصرية الحالية تحل أزماتها بنفس الطريقة التي أدت إلى الأزمة من البداية. تقول هذه الحكومة لا تفكر بشكل صحيح، قادت البلاد إلى حائط مسدود، ومع ذلك لا زالت تحصل على ضرائب غير مباشرة من الشعب بما يشبه الجباية.
الدكتورة كريمة الحفناوي، إحدى قيادات اليسار المصري، تؤكد خلال حوارها مع “الحرية” أن الحركة المدنية لم تقدم مرشح لانتخابات الرئاسة المقرر لها منتصف العام القادم، ولم تعلن مساندتها لأي مرشح. تقول إن ذلك لن يتم إلا بعد تنفيذ بعض المطالب التي تسهم في إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
الحوار الوطني.. هيكلة الجلسات
عن جلسات الحوار الوطني، تقول الحفناوي إن الحركة المدنية قامت بالاتفاق في بداية الحوار مع مجلس الأمناء بأن لا يزيد عدد الحضور داخل الجلسة الواحدة عن 30 شخصًا فقط، ولكن فيما بعد، شهدت الجلسات نسبة حضور وطلبات للتحدث كبيرة لم تفد النقاش في شيء.
وتشير إلى أنه لو كان هناك بالفعل 30 شخصا فقط يتحدثون داخل الجلسة، كان يمكن أن “نشهد حوارًا أفضل من ذلك بكثير، بدلا من تحدث 60 شخصًا أو أكثر داخل الجلسة والواحدة، كنا سنستطيع عرض وجهات النظر حول العديد من القضايا المهمة بشكل أعمق وأفضل من ذلك”.
انتخابات الرئاسة.. ضمانات الحرية أولًا
تؤكد القيادية اليسارية أن الحركة المدنية تقدر وتحترم أي شخص يقدم نفسه للترشح للانتخابات الرئاسية. ولكنها في القوت ذاته اشترطت تنفيذ بعض المطالب التي تضمن نزاهة هذه الانتخابات، حتى يمكنها المشاركة فيها. وإلى أن تتحقق هذه الضمانات لن تدفع ولن تدعم الحركة المدنية أي مرشح
وعن هذه الضمانات، تقول الحفناوي أنها تتعلق بوجود مساحة حرية لجميع المرشحين، وأن يقف الإعلام على مسافة واحدة من جميع المرشحين، وأن تتم الانتخابات تحت إشراف قضائي، وسط حالة من الشفافية والنزاهة.
“المهندسين”.. عن حرية النقابات المهنية
“هجوم بلطجية تابعين لأحد الأحزاب على انتخابات نقابة المهندسين بداية الشهر الجاري، يٌعد مهزلة وأمر مرفوض بكافة الأشكال، نطالب بتحقيق سريع من النيابة وإصدار أحكام قوية ورادعة ضد من قام بهذه الأفعال”. تعلق الحفناوي على مشهد اقتحام نقابة المهندسين أثناء انعقاد الجمعية العمومية غير العادية التي عُقدت لسحب الثقة من المهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين. وهو اليوم الذي أكد فيه المهندسون على ثقتهم في النبراوي.
تقول الحفناوي إن بعد أحداث يناير 2011 استعاد الشعب المصري القدرة على إجراء الانتخابات مرة أخرى داخل النقابات المهنية بعد أن كانت شبه مؤممة بشكل كبير. تؤكد:” حرية النقابات المهنية أمر واجب”، والجمعية العمومية هي من يختار ويتخذ القرارات داخل النقابة.
وتشير إلى أن النقابات تقوم بدورها بالدفاع عن مصالح وخدمات المهنة، معتبرة أن تدخل الأحزاب في شؤونها بأي شكل من الأشكال أمر مرفوض.
وحول فرض الحراسة على نقابة الصيادلة، تقول الحفناوي: “للأسف الشديد نقابة الصيادلة ما زال مفروضا عليها الحراسة حتى الآن مما يعطل مصلحة جموع الصيادلة على مستوى الجمهورية، ويعطل أيضا مصلحة المهنة بشكل عام”.
حكومة وبرلمان.. كيف هو الأداء؟
وحول أداء الحكومة الحالية، تشير إلى أن الحكومة تعالج الأزمات الحالية بنفس الطريقة التي أدت إلى الأزمة. تقول:” هذه حكومة لا تفكر ولا تراجع نفسها، وأوصلتنا إلى حائط مسدود، وما زالت مستمرة في الحصول على الديون”.
“حتى الآن نعاني من التضخم، وارتفاع أسعار، وفرض ضرائب غير مباشرة، الأمر يشبه الجباية على المصريين” هكذا تصف القيادية اليسارية المشهد الاقتصادي.
وعن أداء البرلمان، تقول الحفناوي أن معظم النواب الحاليين دخلوا المجلس عن طريق التعيين وليس الانتخاب، القوائم المغلقة لا تُحسب انتخابات، ولا تعبر عن إرادة الشعب المصري. تؤكد الحفناوي:” نحن لا ننتظر منه أي شيء”.
وتشير الحفناوي إلى أن النواب الذين يقومون بأدوارهم الحقيقية ويعلمون حجم وطبيعة التحديات، قليلون جدًا. الأغلبية لا يفعلون شيء إطلاقًا”.