هل يتمكن النسور من تحقيق بطولة بعد ربع قرن؟
من رحم المعاناة يولد الأمل، ومن باطن الغيوم السوداء ينشق شعاع النور؛ فيخرج النجاح إلى أفق التحدي، فلم يكن يعلم فنان الشعب سيد درويش، صاحب أغنية “قوم يا مصري”، التي كتبها المبدع، بديع خيري، عقب ثورة 1919، أنه من فيض كلمات تلك الأغنية، سيتخذ أهل بورسعيد البواسل اسمًا لناديهم الجديد المولود في مواجهة الاستعمار.
ومع إشراق شمس الثامن عشر من مارس لعام 1920، بالمدينة الباسلة، والتي جسد أهلها أسمى معاني البطولة في مواجهة الاحتلال البريطاني، بدأ اجتماع يضم مجموعة من أهل المحافظة، أبرزهم سكرتير عام المجلس البلدي ببورسعيد، أحمد بك حسني، معلنًا، إنشاء أول نادي مصري في منطقة القناة.
وها هو نادي المصري البورسعيدي، الذي ولد من رحم ثورة 1919، ليصبح واجهة لشعب المدينة، في مواجهة كافة الأندية الموجودة بمنطقة القناة، والتي كانت تابعة جميعها تقريبًا، للجاليات الأجنبية.
ومع ميلاد النادي الجديد، الذي ولد كبيرًا، بسواعد أبنائه ورجاله، بدأت صولات وجولات النادي على المستوى الكروي منذ ثورة 1919، وصولًا، إلى عصرنا الحديث، حيث أصبح أحد أكبر أندية منطقة القناة ومصر.
وتجسيدًا لمعنى الهوية المصرية والالتفاف الشعبي والوطني، كان زي النادي المصري البورسعيدي باللون الأخضر، المستمد من علم مصر الذي كان في وقتها باللون الأخضر، حينما كانت مصر دولة ملكية، قبل أن تتحول إلى جمهورية عقب ثورة 23 يوليو 1952، والتي نحتفي بذكراها غدًا.
بطولات النادي المصري البورسعيدي
تمكن النسور الخضر من الحصول على كثير من البطولات، على المستوى المحلي، أما المستوى العربي والإفريقي، فلم يستطع الفريق تحقيق أي لقب بعد.
فحينما نذهب إلى دوري منطقة القناة، يحمل النسور الخضر الرقم القياسي في التتويج بذلك اللقب، وسيدًا فوق العادة لمنطقة القناة، حيث تمكن من تحقيق هذه البطولة 17 مرة.
وتمكن النسور من اقتناص أول لقب عام 1932، واستمر النسور في تحقيق ذلك اللقب سنة تلو الأخرى بشكل متتابع، حتى عام 1948، إلا أن توقف نشاط كرة القدم في مصر بسبب حرب 48، لتوجه أهل بورسعيد إلى مواجهات العدوان الصهيوني.
أما عن كأس السلطان حسين، فقد حقق النسور الخضر، كأس السلطان في 3 مناسبات، منها مرتين متتاليتين في أعوام (1933 / 1934)، ليغيب النسور عامين دون ذلك اللقب، قبل أن يعودوا في السنة الثالثة، عام 1937، للسيطرة على اللقب مرة أخرى.
والجدير بالذكر أن المصري البورسعيدي، شارك في نهائي كأس السلطان حسن عام 1938، لكن لم يتمكن من تحقيق اللقب وحل ثانيًا، بعد خسارة النهائي.
وفي كأس الاتحاد المصري استطاع النسور تحقيق اللقب مرة واحده كانت عام 1992، وذلك بعد خسارة نهائي 1989.
بينما في كأس مصر، تمكن النسور الخضر من حصد اللقب عام 1998 في موسم دراماتيكي، بينما حل وصيفًا في ( 1927، 1930، 1945، 1947، 1954، 1957، 1983، 1984، 1989، 2017).
مشوار المصري في بطولة كأس مصر 1998
وآخر مرة حقق فيها المصري لقبًا كانت منذ قرابة ربع قرن، حينما حقق بطولة كأس مصر 1998، وكان قريبا من تحقيق بطولة أخرى للكأس عام 2017، إلا أن النادي الأهلي كان له رأي آخر في الدقائق الأخيرة.
وكان مشوار المصري في الكأس استثنائيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد أطاح بالدراويش والأهلي قبل أن يحقق البطولة في مباراة دراماتيكية على حساب “المقاولون العرب” في النهائي بنتيجة ( 4 / 3).
وبدأ النسور مشوار تحقيق اللقب من دور الـ 32، حيث كان دور الـ 32 التمهيدي يقام بنظام المجموعات ويتأهل كل فريق عن مجموعة إلى دور الـ 16، ووقع المصري مع ألومنيوم سفاجا، وغزل السويس، والشرقية للتأمين.
وتمكن النسور الخضر من الفوز على ألومنيوم سفاجا 1-0، ثم على الشرق للتأمين بهدفين مقابل لا شيء، قبل أن يحقق الفوز على غزل السويس بهدف نظيف.
وفي دور الـ 16 فاز المصري على الشمس بهدف مقابل لا شيء، أما في دور الـ 8 تواجه المصري مع الإسماعيلي، وانتهت تلك المباراة بالتعادل السلبي لتحسمها ركلات الترجيح بفوز المصري( 4 / 3).
أما الدور نصف النهائي فتقابل المصري مع الأهلي، وسيطرت نتيجة التعادل السلبي على المواجهة، ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي فاز فيها النسور الخضر (2 / 0)، في النهائي باستاد القاهرة، وتمكن المصري من الفوز على المقاولون العرب(4 /3).
واليوم، في الثامنة والنصف من مساء، على استاد الجيش ببرج العرب في الأسكندرية، يلتقي المصري وسيراميكا كليوباترا، في مواجهة غاية في القوة بنهائي كأس الرابطة المصرية بنسختها الثانية.
فهل سيتمكن النسور الخضر من تحقيق لقب طال انتظاره لمدة ربع قرن؟