يصادف اليوم، 30 من مارس، الذكرى الـ48 ليوم الأرض، المناسبة التي أصبحت عيدًا للأرض، والدفاع عنها منذ العام 1976، إذ استُشهد في تلك الهبة 6 مواطنين، وجُرح 49 واعتُقل أكثر من 300 آخرين، بينما ما تزال سياسات الاستيطان والتهجير القسري والتصفية القرية عرض مستمر من سلطات الاحتلال حتى باتت أرض فلسطين التاريخية مجرد ذكرى.
كما تأتي تلك الذكرى في ظل حرب لا هوادة فيها من جيش الاحتلال ضد قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي خلفت آلاف الشهداء والمصابين، وسط نزوح الآلاف نحو مدينة رفح وتهديد إسرائيلي باجتياحها، وتهجير النازحين إليها وتفريغ الأرض من شعبها ومن ثم القضية الفلسطينية.
ومن المقرر أن يحيي الشعب الفلسطيني هذه الذكرى، ضمن فعاليات في مختلف محافظات الوطن الفلسطيني، دعت اليها مؤسسات الأسرى.
وذكر تقرير لوكالة «وفا»، أن يوم الأرض جاء بعد هبة الجماهير الفلسطينية في أراضي الـ48 عام 1976، معلنة عن صرخة احتجاجية في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد التي انتهجتها إسرائيل، وتمخضت عن هذه الهبة ذكرى تاريخية سميت بـ«يوم الأرض».
يشار إلى أن الشرارة التي أشعلت الجماهير ليوم الأرض، كانت بإقدام السلطات الإسرائيلية على الاستيلاء على نحو 21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى الفلسطينية في الجليل ومنها عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد وغيرها في عام 1976.
وذلك لتخصيصها لإقامة المزيد من المستعمرات في نطاق خطة تهويد الجليل وتفريغه من سكانه العرب، وهو ما أدى إلى إعلان الفلسطينيين في الداخل وخصوصا المتضررين المباشرين عن الإضراب العام في يوم 30 من مارس.
وفي هذا اليوم، أضربت مدن وقرى الجليل والمثلث إضرابًا عامًا، وحاولت السلطات الإسرائيلية كسر الإضراب بالقوة، فأدى ذلك إلى صدام بين المواطنين والقوات الإسرائيلية، كانت أعنفها في قرى سخنين، وعرابة، ودير حنا.
وتفيد معطيات لجنة المتابعة العليا -الهيئة القيادية العليا لفلسطينيي 48- بأن إسرائيل استولت على نحو مليون ونصف مليون دونم منذ احتلالها لفلسطين حتى عام 1976، ولم يبقَ بحوزتهم سوى نحو نصف مليون دونم، إضافة إلى ملايين الدونمات من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة.
وقد بذلت إسرائيل جهودًا كبيرة لكسر إرادة القيادات الفلسطينية ومنع انطلاق فعاليات نضالية، لكن رؤساء المجالس البلدية العربية أعلنوا عن الإضراب العام في اجتماع يوم 25 مارس 1976 في مدينة شفا عمرو.
وجاء قرار لجنة الدفاع عن الأراضي العربية التي انبثقت عن لجان محلية في إطار اجتماع عام أجري في مدينة الناصرة في 18 أكتوبر 1975، بإعلان الإضراب الشامل، ردا مباشرا على الاستيلاء على أراضي «المثلث» ومنع الفلسطينيين من دخول المنطقة في تاريخ 13 فبراير 1976.
وتشير أحدث مسوحات الجهاز المركزي للإحصاء، إلى مساحات الأرض التي استولى عليها الاحتلال الاسرائيلي عام 2023 بلغ 50.526 دونما، مقارنة بحوالي 26 ألف دونم خلال العام 2022.
وأصدر الاحتلال خلال العام 2023، 32 أمراً بوضع اليد على حوالي 619 دونماً، وأربعة أوامر استملاك لحوالي 433 دونماً، وأمر إعلان أراضي دولة لحوالي 515 دونماً.
بالإضافة الى أربعة أوامر تعديل حدود محميات طبيعية استولت من خلالها على 48,959 دونماً، وذلك ضمن السياسة الممنهجة والمستمرة للسيطرة على كافة أراضي الفلسطينيين، وحرمانهم من استغلال مواردهم الطبيعية.