خلال ١٠ سنوات استطاعت مصر تنفيذ عدَّة مبادرات في مجال الرعاية الصحية شكلت فارقـًا كبيرًا قبل ٣٠يونيو ٢٠١٣ وبعدها.
لا يجب إغفال أن مصر حققت نجاحًا كبيرًا في تجرِبة التخلص من فيروس سي، بل أصبحت على طريق (مصر الخالية من الفيروس)؛ بشرط منع مسببات العدوى التي لازالت منتشرة.
ساعد مصر على هذه الخطوة التي أشاد بها رئيس منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم، والتي قامت بدورها بنصح الدول الأعضاء بتكرار تجربة مصر.
وكانت مصر محط أنظار العالم عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية في ٢٠٠٩ أن تعداد المصابين بفيروس الالتهاب الكبدي سي حوالي ١٤٪ من تعداد الشعب نتيجة عوامل متعددة: مثل انتشار البلهارسيا واستخدام حقن (الطراطير التي تستخدم لأكثر من مرة).
في سنه ٢٠١١ اكتشف العَالَم أول دواء للعلاج من فيروس سي، ولكنّ ثمنه الغالي كان حجر عثرة قُبالة طموحات الحصول على الأدوية.
ولكن بعد مفاوضات شاقة بين الحكومة والشركة المنتجة ومنظمات المجتمع المدني؛ استطاعت مصر الحصول علي الدواء في بدايه يناير ٢٠١٤، وبدأت حلمـًا كبيرًا، وهنا ظهرت المبادرات الرئاسية “١٠٠ مليون صحة” في بدايات ٢٠١٦، أولها كان للعلاج من فيروس سي بعد تخفيض سعره بحيث كانت مصر تحصل عليه بـ ١٪ من ثمنه الرسمي، وسمحت الشركة الأجنبية؛ وفق أحكام تسجيل الأدوية في مصر للشركات المصرية بالتصنيع، مما أدى لمنافسة كبيرة، نتيجتها تخفيض كبير في سعر الدواء اتخذته حكومه المهندس إبراهيم محلب لأقل من ٢٥٠٠ جنيه.
كما أدى ذالك لتوفير مليارات الدولارات من فاتورة الاستيراد، بعد أن جاءت فاعلية الأدوية المصرية جيدة جدًا، ورسمت مصر خريطه تنتهي في سنة ٢٠٣٠ إلا أنها سابقت الزمن وحققت _للآن_ أكثر من ثلاث أرباع المستهدف وفق تعليمات صادرة من الرئاسة المصرية.
كما بدأت الدولة في إنشاء أكثر من ٥٥ مركزًا لتلقي الدواء المخصص لهم وهو ( السوفالدي) الذي أثبت كفاءة عالية للشفاء بنسبه فاقت ٩٥٪.
مع كل هذه الجهود بدأ المجتمع المدني هو الآخر مشوارًا؛ لعلاج موظفي وأعضاء النقابات المهنية والعمالية والنوادي والشركات مجانًا، مما أدى لتقليل طوابير المنتظرين.
وقد شهدت منظمة الصحة العالمية في يناير ٢٠٢١ بأن مصر استطاعت التعامل مع ١١ مليون و ٦٥٠ ألف مواطنٍ يشكلون حوالي ٧٥٪ من عدد المصابين المحتملين، إلا أن منظمة الصحة أكدت أن مصر في طريقها _إن ظلت بهذه الوتيرة_ لإعلانها خالية من فيروس سي.
هذا وهناك ١٣ مبادرة رئاسية أخرى يتم العمل بها رصدت لها الدولة أرقامـًا لم تحدثْ من قبل: أهمها مبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة ومبادرة لاكتشاف وعلاج ضعف وفقدان السمع لدى الأطفال حديثي الولادة، ومبادرة للكشف عن السمنة والأنيميا والتقزم لطلاب المدارس ومبادرة مبادرة لعلاج مرضى الضمور العضلي، ومبادرة رئيس الجمهورية لفحص المقبلين على الزواج ومبادرة العناية بصحة المرأة والجنين.