أيام قلائل ترتفع فيها البهجة والسرور ويزداد فيها الود في الوقت الذي تُوثق فيه صلة الأرحام.. ويجتمع فيها الأصدقاء بعد حصولهم على إجازة من مشقة العمل، وينطلق كل مغترب «لقمة العيش» إلى محافظته وبلده حيث مسقط رأسه للاحتفال مع عائلته وجيرانه بمناسبة العيد التي تُجدد الفرح والسرور في القلوب وتُظهر كل معاني الأخوة والمحبة.
وينتظر الجميع إعلاء تكبيرات صلاة العيد «الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.. الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا..» ليرددها الجميع في البيوت والمساجد والشوارع والمحلات وفي كل مكان.
وينطلق المنظمون في الشوارع لإنهاء كل التجهيزات الخاصة بمراسم وصلاة العيد، التي تكثر فيها التنزهات واللقاءات الاجتماعية الأمر الذي يبعث على الراحة والطمأنينة.
ويأتي موعد صلاة العيد ويذهب الأطفال بملابسهم الجديدة والرجال بـ الثياب الأبيض والنساء بـ«العبايات».. لتنتهي الصلاة وتبدأ معها فرحة جديدة وهي ذبح الأضاحي وتوزيع اللحوم على الفقراء والمحتاجين وبدء تحضير العزومات وتجمعات الأهالي على مائدة «الفتة والرقاق واللحمة».
ففي ظل فرحة الشراء العارمة سيعاني العديد من ارتفاع الأسعار الحالية ولن يستطيع البعض شراء ما بحاجة إليه الأبناء من ملابس وهدايا وغير ذلك.. كما أنه لن يستطيع البعض من الفقراء شراء اللحوم بسبب ارتفاع أسعارها.
وسيقضي البعض العيد داخل السجن بسبب قضاء عقوبة أو بسبب الديون أو غير ذلك بعيداً عن عائلته وأصدقائه وأحبابه.. ولن يشعر بأي شيء سوء وجع التذكرة بالأحبة.
وسيتذكر البعض فراق أحبابه الذين توفاهم الله، حيث سيمر عليه العيد فقط كشريط من الأحزان..
كـ تذكرة الشاب الذي فقد والدته وما كانت تفعله من أجله واستعداداتها للعيد وما كانت تقوم به لرسم البهجة على الجميع.. وستتذكر الابنة أبيها وما افتقدته من حنان كبير، وغيرها من الأمثلة والنماذج العديدة.
وسيشعر كل مغترب لن يستطيع العودة إلى وطنه أو محافظته بالوحدة.. وسيمر عليه العيد في حزن شديد بسبب عدم قدرته على رؤية عائلته وأصدقائه وأحبابه..
إلا أنَّ صلاة العيد والتكبير هي القادرة على رَسم البهجة على الجميع وإشعار الشخص بالسعادة والراحة والطمأنينة.. فاللهم اجعله عيدًا تُحقق فيه كل معاني الأخوة الحقيقية ومُعالجة القطيعة بين الشخص وأقاربه وأصدقائه وأحبابه