قال الكاتب الصحفي محمد سعد عبد الحفيظ، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن الرئيس الراحل محمد أنور السادات ارتكب خطيئه كبرى في إقدامه على زيارة القدس عام 1977 والتي فاجأ بيها العالم، وعقده لصلح منفرد مع العدو الصهيوني دون ترتيب أوراقه والتنسيق مع أطراف الصراع الذي يجمعهم مع الدولة المصرية مصالح مشتركة، ويقعون معها في نفس الخندق.
وأضاف سعد عبد الحفيظ خلال تصريحات خاصة لـ«الحرية» أن معاهدة كامب ديفيد بشهادة 3 من وزراء خارجية حكم السادات من عام 1977 إلى 1979 كانت ضربا من ضروب الجنون، مضيفا: «لو نظرنا إلى مذكرات كل من إسماعيل فهمي، ومحمد إبراهيم كامل، ومحمد رياض، وهم كانوا وزراء خارجية أثناء حكم الرئيس السادات، استقالوا رغم أنهم كانوا قريبين من السادات، وليس لهم ميول سياسية أو فكرية مختلفة عنه بشكل كبير».
وتابع عضو مجلس نقابة الصحفيين، أن هؤلاء الوزراء رأوا أن السادات قام بتقديم العديد من التنازلات التي كان لا يجوز أن يُقدم عليها في هذه اللحظة، مضيفا: «لم يطلب أحد من السادات أن يستمر في حرب مفتوحة في هذه اللحظة، خاصة وأن الأمريكان أصبحوا طرفا مباشر في الحرب بعد الجسر القوي الذي أمدوا إسرائيل من خلاله بمعدات عسكرية».
وأكمل سعد عبد الحفيظ، أن التفاوض كان يجب أن يأتي من منطلق القوة، فبعد خروجك من الحرب منتصر قُمت بتقديم تنازلات كبيرة جدا لا تتفق مع الانتصار والتضحيات والدماء التي سالت في الحرب، وذلك بشهادة وزراء خارجية الدولة المصرية في هذه الفترة.
ولفت إلى أن الخلاف القائم يدور حول آلية وطريقة تفاوض السادات، مؤكدا: «السادات بدأ مبكرا في سحب مصر من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، والترويج بإن حرب أكتوبر هي آخر حروب الدولة المصرية، وأننا لن نحارب مرة أخرى من أجل الفلسطينيين أو اللبنانيين».
وتابع عضو مجلس النقابة، أن السادات اتجه سريعا إلى تقديم تنازلات مبكرة أضعفت موقف الدولة المصرية في التفاوض بمعاهدة كامب ديفيد، حتى وصلت الأمور إلى توقيع المعاهدة، مضيفا: «هذه الاتفاقية أخرجت مصر من معادلة الصراع، وقسمت النظام العربي والذي كان بدء في التبلور والتماسك خلال هذه الفترة».
وأكد سعد عبد الحفيظ، أن معاهدة كامب ديفيد أصابت النظام العربي بشرخ كبير أدى إلى تفكيكه، وذلك ما كان يرغب فيه وزير الخارجية الأمريكي، هنري كيسنجر، حتى يتم التفاوض مع الدول العربية كل دولة على حدة، وليس كنظام واحد، مؤكدا: «وكيسنجر نجح في ذلك الأمر، من خلال تفاوضه مع السادات كطرف، وليس كممثل للنظام العربي».
وأشار إلى أنه بعد ذلك تم تفكيك النظام العربي، حتى وصلنا إلى أن الدول بدأت تتفكك داخليا، مما سهل على خصومنا التعامل معنا وفرض مشاريعهم وإرادتهم على المنطقة العربية، مؤكدا: «لذلك أرى أن كامب ديفيد أحد سوءات السادات، ونحن نجني في هذه اللحظة ثمار ما تم زرعه في سبعينات القرن الماضي».
واختتم سعد عبد الحفيظ: «بتعبير محمد حسنين هيكل، السياسة خذلت السلاح، فبعد أن حققنا انتصارا كبيرا بدماء أبناء الجيش المصري، وبدعم الشعب المصري، والشعوب والدول العربية، تبدد بالسياسة».