المفترض أن تكون كل تحركات الحكومة لراحة ورفاهية حياة المواطنين، الذين تحملوا على مدار سنوات كل إجراءات الإصلاح الاقتصادى بكل جسارة ومثابرة.
لكن المواطن ما زال يعاني من ارتفاع تكلفة كل شىء، وأصبحت حياته صعبة بل في منتهى الصعوبة، وليس العلاج في مبادرات دعم الأسر الفقيرة والمعدومة، أو في توزيع كراتين من تحالف جمعيات العمل الأهلي، فلا يوجد شىء أشد قسوة من الفقر، الذي سيظل عائق على التنمية ما دام هناك من لم يحيا حياة كريمة ولا يستطيع أن يتدبر قوت يومه.
التنمية والبناء الحل
آسف سيادة الرئيس الحل ليس في مبادرات، الحل في رعايتهم على الإنتاج، ودعمهم في مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر تجعلهم شركاء حقيقين في عملية التنمية والبناء.
فأنا لا أحتاج إلى مبادرة 100 مليون صحة بل أحتاج إلى مستشفيات عالية الجودة، تستقبل كل المواطنيين وتقدم لهم كل الرعاية الصحية والدعم النفسي في أي وقت.
لا نحتاج إلى كرتونة من المواد الغذائية بل نحتاج إلى استدامة الحياة لمواطنينا بتوفير فرص عمل وتوطينهم في مشروعات الدولة أو رعايتهم في مشاريعهم الصغيرة.
لا نحتاج إلى مبادرة بداية بل نحتاج إلى أن تقوم الوزارات ومؤسسات الدولة بدورها ودعمها لتؤدي هذا الدور بكل كفاءة، وأن تمتلك كل جهة استراتيجية طويلة يتم البناء من خلالها حتى لو تغيرت الحكومة.
مع الأخذ في الاعتبار أننى مؤيد لكل عمل منظمات المجتمع المدني ومشاركة المواطنيين والقطاع الخاص في كل عمل خيري وتنموي وتوعوي، وهناك فارق بين ذاك وهذا سيِّدي.
ولست ضد مبادرة حياة كريمة لكن لست مع طريقة تنفيذها فينبغى أن تؤول ولايتها إلى كل محافظة حيث تضع خطتها وأولوياتها طالما هناك دعم مالي لتنفيذ تلك الخطط.
أتمنى أن نراجع ما تم تنفيذه من رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، وكل الاستراتيجيات التي وضعتها الحكومة بكل تفاصيلها وما تَحقق منها على أرض الواقع، أتمنى أن نكون صادقين مع أنفسنا حتى نستطيع أن نعالج كل مشاكلنا بشكل صحيح، وأن نخرج من دائرة المسكنات إلى دائرة الشفاء الكامل لكل عقباتنا.
نريد أن نخرج من دائرة المؤتمرات والحوارات والأمنيات إلى دائرة العمل والتنفيذ وفقًا لواقعنا وامكانياتنا.
الحل في أيديكم والقرار لكم فلدينا رؤية وضعتموها بواسطة خبراء وطنيين، ولدينا استراتيجيات في كل قطاع واضحة الأهداف، ولدينا توصيات للحوار الوطنى، ولدينا أحزاب سياسية ومراكز بحثية وخبراء في كل مجال، ومصر تمتلك كافة المقومات البشرية والطبيعية لتستطيع أن تخرج من عنق الزجاجة، فقط لو بدأنا في العلاج وتركنا المسكنات.
ونحن لسنا فى حالة اقتصاد حرب أو مقبلون عليها كما صرح رئيس الحكومة، نحن دولة قوية مستقرة آمنة تشجّع على الاستثمار والتنمية، ولديها درع وسيف وشعب مؤمن بدولته يحميها بدمه.
الملفات جميعها على طاولتكم يبقى فقط قراركم بإزالة كل المعوقات التي تعوق أي تقدم وتنمية واستثمار ونحن في حاجة قصوى إلى الشفاء التام بتخطي كل العقبات.
نعلم قدر مصر ومكانتها وريادتها وعظمتها، وكلنا دعمًا ومساندة في طريق ريادتها وتحقيق التنمية المستدامة.. حفظ الله مصر وشعبها.