مهمة حكام كرة القدم هي حماية اللاعبين والحفاظ عليهم ، لكني رأيت حكما يفعل عكس ذلك تماما بل كاد أن يتسبب في مأساة بملعب الترسانة العريق .
قبل أكثر من 15 عاما كنت أرأس تحرير برنامج هنا القاهرة في قناة مودرن سبورت ، وكانت لنا فقرة أسبوعية عن تقييم حكام كرة القدم في الدوري المصري ، الفقرة كانت بين الكابتن أحمد الشناوي الصديق العزيز المهذب خبير التحكيم الدولي ، والدكتور علاء صادق أحد أشهر المشاهير في انتقاد التحكيم في مصر.
كثيرا ما كنت أتعلم منهم لكن كنت افتعل بعض الخلافات حول عدد من الحالات معهم وكنت أداعبهم وأقول لهم ” انتم ما لكوش في التحكيم ” ونضحك وخاصة عندما كنت أشجع الكابتن الشناوي لمهاجمة د.علاء صادق لكن لطيبته ودماثة خلقه كان يفشل في الهجوم ! ، لكن اليوم غضبت أيما غضب من حكم استفز الجميع لدرجة أنه استفزني شخصيا فقلت له في وجهه وهو يرفع الإنذار في وجه إداري فريق الإعلاميين ، قلت له ” والله انت اللي تستحق الإنذار ”
ذهبت لمشاهدة مباراة بين الترسانة والإعلاميين مواليد 2006 في دوري منطقة الجيزة ، الإعلاميين فاز في كل مبارياته وحصل على 18 نقطة من ست مباريات بينما الترسانة في المركز الخامس ولا أعرف عدد نقاطه .
ذهبت كعضو في الإعلاميين وابني يلعب في الفريق وأيضا لحبي لفريق الترسانة فهو من أخرج لنا الصديق العزيز الخلوق الكابتن الكبير محمد رمضان نجم الأهلي ومديره الرياضي حاليا ، كما أخرج واحد من موهوبين كرة القدم في مصر محمد أبو تريكة ، وقبلهم الكابتن حسن الشاذلي رحمه الله الهداف التاريخي للدوري المصري حتى الآن الذي لا أنسى أني أجريت معه حوارا في نادي الترسانة قبل اكثر من 16 عاما .
هناك حكام في كرة القدم “ما لهمش فيها ” وهذا وارد ، لكن الحكم الذي يتعمد ظلم فريق وتغليب فريق آخر فيجب مساءلته وعقابه .
حضرت بعد بداية اللقاء بنصف ساعة وكانت النتيجة بدون أهداف ، وعلمت أن الحكم احتسب ركلة جزاء للترسانة لكنهم أضاعوها . وجدت شكوى كثيرة من جهاز الإعلاميين من الحكم وكنت أجلس بجوارهم ، قالوا إن لهم ركلة جزاء واضحة لم يحتسبها الحكم وهناك خشونة تستوجب الكثير من الإنذارات للاعبي الترسانة لكن الحكم يتغاضى عنها ، قمت بتهدئتهم ، وقلت في نفسي إنهم يبالغون في انتقاد الحكم حتى رأيت بنفسي الآتي :
ركلة جزاء واضحة للإعلاميين في منتصف الشوط الثاني والنتيجة صفر للترسانة حيث قام لاعب الترسانة بركل مهاجم الإعلاميين بدلا من الكرة فاحتسبها الحكم ركلة ركنية رغم أنها إما ركلة مرمى أو بنالتي فقط ، واللاعبون في ذهول !
مساعد الحكم شاب محترم يدقق في كل راية يرفعها ويحاول أن يهديء من غضب الجهاز واللاعبين لأنه يرى زميله يبالغ في قرارات ظالمة ، وفجأة في الدقيقة 70 سقط مهاجم الإعلاميين على الأرض بدون كرة ، وحدث شغب مع أحد مدافعي الترسانة فتدخل الحكم وقال له عدد من لاعبي الإعلاميين أن المدافع ضرب زميلهم بالكوع في فمه بدون كرة ، في نفس اللحظة قام الحكم المساعد الذي يراعي ضميره باستدعاء الحكم وقال له إن المدافع ضرب مهاجم الإعلاميين بالفعل بدون كرة .
شاهد الجميع الحكم يضع يده في جيبه والكل ينتظر كارت أحمر لأنه ضرب بدون كرة وسوء سلوك لكن الجميع رأى كارت أصفر ” إنذار ” هنا هاج الجميع ، إما تطرده لأنه ارتكب سوء سلوك أو لا تعطيه أي إنذار !
بعدها بدقائق قليلة قام لاعب الترسانة بجذب لاعب الإعلاميين من رقبته في كرة خطيرة ، لكن الحكم هو الوحيد الذي لم يرها ولم يحتسبها رغم انها خطأ يستوجب معه إنذار ، والحكم على بعد متر منها !
لاعب آخر من الإعلاميين يحجز الكرة لتخرج رمية تماس فقام لاعب الترسانة بضربة بأسفل الحذاء ” الاستارز ” في قدمه وهي أيضا كرة تستحق الطرد لكن الحكم تغافل عنها تماما رغم أنه يبعد مترين فقط عن الواقعة !
أحد افضل لاعبي الإعلاميين في المباراة مهاجم اسمه عماد كان يمكن أن أقول عليه أنه رجل المباراة لولا الفرص السهلة التي أضاعها ، عماد تلقى ضربا مبرحا من لاعبي الترسانة ولأن الحكم ظلمه كثيرا فهو من ضرب بدون كرة من لاعب الترسانة كان يعترض على الحكم الذي عرفت اسمه الأول فقط ” رزق ” .
رزق ذهب للمدير الفني للإعلاميين كابتن صقر وقال له “يا تخرج اللاعب ده يا هطرده !” .. هل هذا يجوز أيها المسئولون عن كرة القدم في مصر !
الحكم رزق طرد إداري الإعلاميين وكانت كروته حاضرة دائما للاعبي فريق الإعلاميين بعد أن وتَرهم جميعا ثم جاء الدور ليعطي إنذار للمدير الفني للإعلاميين الكابتن صقر وهو رجل خلوق جدا ، هنا وجدت نفسي أقول للحكم : ” تصدق بالله انت زودتها قوي انت اللي تستحق الإنذار ”
فأخرج الكارت الأحمر لي وطردني من الملعب ، خرجت وأنا أقول له حرام عليك ربنا هيحاسبك ، والله الحكم هو من يستحق الطرد ! ”
هل هذا يجوز أيها المسئولون عن كرة القدم ، كيف يتم اختيار حكام مثل هذا الرجل الذي كاد أن يشعلها نار بين اللاعبين وتحدث الكثير من المشاجرات لولا عقلانية جهاز الإعلاميين الذي أخذ يصرخ على لاعبيه من أجل الهدوء وعدم التجاوز !
فنيا .. الفريقان كانا متكافئان تماما لكن الترسانة استغل أخطاء لاعبي الإعلاميين وسجل منها 3 أهداف سهلة وعجيبة ، أخطأ مدافع الإعلاميين في كرة ” ميتة ” ووضع الكرة في مرماه ، ثم أخطأ حارس الإعلاميين الذي أعتبره حارس واعد لكنه أخطأ وتسبب في الهدف الثاني وهنا قتلت المباراة وخاصة مع وجود هذا الحكم الذي كان يمكن أن يحيي المباراة لو احتسب ركلة جزاء صحيحة للإعلاميين أو حكم ضميره أكثر وطرد اللاعب بعد أن أبلغه المساعد بالضرب بدون كرة .
ما أزعجني وجعلني أشعر بالحزن بعض لاعبي فريق الإعلاميين الذين تحدثت اليهم بعد المباراة ، بعضهم قال لي ” كان لازم ننسحب بعد اللي عمله الحكم في الشوط الأول ! وقال آخرون : ” مش عارفين ناخد حقنا في نادينا وكمان حكم يظلمنا بالشكل ده ! ناخد حقنا ازاي طيب ؟ ، كسبنا 6 مباريات ولا مكافأة واحدة من نادينا ، واليوم أول خسارة تكون بسبب تحكيم ظالم ، حقنا ضاع ”
لم أجد ما أقوله سوى أنني سوف أقدم شكوى في هذا الحكم الذي ظلمكم وسوف أتحدث للزملاء في اتحاد الكرة عما فعله أما ناديكم فهي قصة أخرى تستحق شكوى لجهات أخرى فكيف لفريق يفوز في 6 مباريات ويتصدر البطولة التي يلعب بها لا يحصل على أي مكافأة !
هناك خلل واضح وظلم فاضح لا يمكن السكوت عنه أيضا .