كتبت: شهد حسام
أنتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة “المستريح” وشركات توظيف الأموال بشكل أكبر، ولا تزال وزارة الداخلية تقوم بمجهود في ضبط المستريحين العاملين في النصب في مختلف المحافظات. آخرها أمس، الجمعة، ضبط شقيقين بتهمة النصب على المواطنين بمحافظة القليوبية.
إذ تلقي مركز شرطة قليوب بلاغا من أربعة أشخاص يفيد تضررهم من شقيقين واتهامهما بالنصب عليهم، فتم وهمهم بامتلاك شركة شحن يمكن توظيف الأموال فيها مقابل أرباح شهرية. وتم الاستيلاء على مبلغ مالي يقدر نحو 2 مليون جنيه. ولم يتم الالتزام بسداد الأرباح أو رد أصل المبلغ المحصل.
بداية لقب “مستريح”
وتختلف طرق النصب والاستيلاء على الأموال تحت مسمى “توظيف الأموال”، فتكون في الشركات، السيارات، الذهب وغيرهم، ويتم وعد الضحية بأنه سيكسب فائدة شهرية غالبا تتراوح بين 10% و 12%.
وأُطلق على هذه الظاهرة باسم المستريح. وتعود التسمية لعام 2015 بعد القبض على أبرز نصابي توظيف الأموال، رجل أعمال يسمى أحمد مصطفى، الشهير بأحمد المستريح، حيث وعد عدد كبير من المواطنين في الصعيد بمكاسب كبيرة من خلال توظيف الأموال، حتى استطاع تحصيل 30 مليون جنيه. واتجه الناس للجهات المسؤولة و اتهامه بالنصب والاستيلاء. وتمكن قطاع الإدارة العامة لمباحث الأموال القبض على المتهم، وقضاءه 15 عام في السجن.
ويطلق على كل من يسير على خطاه، نفس لقبه “المستريح”.
أبرز المستريحين المقبوض عليهم
مستريح السويس، كان أُتهِمَ بالاستيلاء على أموال مواطنين من بينهم زملاءه في العمل في 2020، بإحدى شركات السويس، لتوظيفها في شراء الخردة وشاليهات في العين السخنة. واستطاع تحصيل 40 مليون جنيه، وسلم نفسه لمباحث مديرية أمن السويس، بغد نجاح الضباط في تضييق الخناق عليه ومنعه من السفر للخارج.
مستريح المنوفية، والذي تمكن من الاستيلاء على أكثر من 200 مليون جنيه من أهالي المنوفية مقابل توظيفها وكسب الأرباح الشهرية، وتم القبض عليه في عام 2021 لينتحر في سجنه خلف القضبان.
وطالت الظاهرة لتصل إلى نصب الأدوية، فجمع مستريح الإسكندرية، أحمد السبكي، في 2021 نحو 40 مليون جنيه من الضحايا، بدعوى تشغيلها في تجارة الأدوية. كما خدع آخرين بشراء سيارات عليها حظر بيع، وشقق، بهدف التربح والنصب.
ويعتبر مصطفى البنك، أبرز المستريحين في أسوان في عام 2022، لاستطاعته تجميع نحو 2 مليار جنيه من ضحاياه، ولم يكن يتجاوز سن ال35، وكان مسجل خطر وفور خروجه من السجن نصب على عدد من الناس بخداعهم بالاتجار في المواشي بنظام الوعدة، الذي يقوم على رد المبالغ المالية للأهالي بعد فترة من الزمن بربح 100%.
وفر هاربا إلى المنطقة الجبلية بمركز إدفو. وقد استشهد ضابطان برتبة لواء، ومجندين، أثناء مطاردته والقبض عليه.
ظهر في محافظة الشرقية، مستريح فاقوس، الذي استولى على 900 مليون جنيه من أهالي الشرقية واختفى فجأةً، وقد أوهم الضحايا بفائدة شهرية تصل ل40% وجمع المبالغ المالية ثم أختفى مع أسرته، وترك منزله ومتتلكاته وفر هاربا بالأموال. وغيرهم الكثير من المستريحين في أرجاء الجمهورية
فتوى أزهرية عن شركات توظيف الأموال
صرح مفتي الجمهورية، الدكتور شوقي علام، خلال لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة، أن الداعين لتوظيف الأموال خارج نطاق المؤسسات الاقتصادية المعتمدة من الدولة هم من ضعاف النفوس يستغلون البسطاء وغير البسطاء تحت مبررات كثيرة لتنمية المال لأغراض شخصية وتحت إغراءات كثيرة ليست قائمة على دراسات اقتصادية منضبطة، بخلاف المعاملات المالية الرسمية المختلفة بدءًا من البنك المركزي إلى أصغر مؤسسة معتمدة تقوم على دراسات اقتصادية دقيقة.
وأضاف شوقي،إن الحفاظ على المال أحد المقاصد الخمسة التي اتفق عليها العلماء وهي أعمدة أساسية دعا الإسلام للحفاظ عليها
وأكد فضيلة المفتي الجمهورية على أن معايير الكسب الحلال تغيب عن عمل القائمين على توظيف الأموال بطرق خفية أو ما يُعرف بالمستريَّحين لأنهم يلحقون الضرر بالاقتصاد الرسمي بالإضافة إلى عدم وجود ضمانات عندهم لأصحاب الأموال، فضلًا عن خداع بعضهم لأصحاب الأموال بالتخفي وراء مظلة أو صبغة إسلامية.