في خضم المشهد الإعلامي المصري، برز موقع «الحرية» الإخباري كتجربة فريدة تستحق التوقف عندها والتأمل في دلالاتها، فمنذ عام مضى، قرر مجموعة من الصحفيين الشباب بقيادة الصديق عصام الشريف خوض غمار تجربة صحفية جديدة، متسلحين بشغفهم المهني وإيمانهم بقيم الصحافة الحرة والمسؤولة.
بدأت القصة بإمكانيات متواضعة وتمويل ذاتي محدود، لكن الرؤية كانت واضحة وطموحة: تأسيس منبر إعلامي يحترم عقل القارئ ويقدم له الحقيقة بكل أبعادها، لم يكن الطريق سهلاً، لكن فريق العمل نجح في تحويل الحلم إلى واقع ملموس، مثبتاً أن الإرادة المهنية الصادقة قادرة على تجاوز كل العقبات.
ما يميز تجربة «الحرية» أنها استطاعت تحقيق معادلة صعبة: الحفاظ على التوازن الدقيق بين اعتبارات الأمن القومي المصري من جهة، وحق المواطن في المعرفة والتعبير من جهة أخرى.
هذا التوازن المدروس جعل الموقع منصة موثوقة استقطبت كتاباً وسياسيين بارزين، وفتحت أبوابها لمختلف وجهات النظر دون إقصاء أو تهميش.
وعلى مدار عام كامل، أثبت الموقع أن الصحافة المهنية المحترفة لا تتعارض مع الحرية المسؤولة.
فقد نجح في خلق مساحة حرة للنقاش العام، تتسع لكل الآراء وتحترم التعددية الفكرية، مع الالتزام الصارم بالمعايير المهنية والأخلاقية.
إن تجربة «الحرية» تقدم درساً مهماً مفاده أن الصحافة الحرة والمسؤولة ممكنة حين تتوفر الإرادة والكفاءة المهنية، وهي تؤكد أن الجهود الذاتية المخلصة، مهما كانت متواضعة، قادرة على صنع الفارق وتقديم نموذج يحتذى به في العمل الصحفي.
وبمناسبة مرور عام على انطلاق هذه التجربة الرائدة، اتقدم بخالص التهنئة لأسرة تحرير موقع «الحرية» وجميع العاملين فيه، على ما قدموه من عمل صحفي متميز أثرى المشهد الإعلامي المصري.
ونتطلع إلى المزيد من النجاحات في الأعوام القادمة، آملين أن يواصل الموقع مسيرته في تقديم محتوى صحفي راقٍ يجمع بين المهنية والحرية والمسؤولية، وأن يظل منارة للعمل الصحفي الجاد الذي يخدم المجتمع ويعزز قيم الحوار والتعددية، فما حققه الموقع في عامه الأول ليس إلا البداية لمستقبل واعد في خدمة الصحافة المصرية الحرة والمسؤولة.