قال ضياء الدين داود، عضو مجلس النواب، إن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، قد فر هاربًا وأفراد عائلته صباح يوم الأحد الماضي الموافق 8 ديسمبر لعام 2024 على متن طائرة متجهة نحو روسيا الحليف والداعم له في حربه التي خاضها ضد فصائل المعارضة المسلحة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام والتي كانت على مدار 11 يومًا، مشيرًا إلى أن روسيا أعطته وهو أفراد عائلته حق اللجوء السياسي وعدم تعرض أحد لهم جميعًا.
وأوضح عضو مجلس النواب، في تصريح خاص لـ «الحرية»، أن بشار الأسد الذي حكم سوريا، زهاءً ربع قرن من الزمان، بعدما أخذها غنيمة باردة من والده الداهية حافظ الأسد، لا يملك أي أسانيد من القوة والشرعية والدعم الخارجي، اليوم، في استعادة عرش سوريا المفقود، وصار منبوذّا من الجميع على كافة الأصعدة الدولية والمحلية.
وأكد «داوود»، أن خروج الأسد هاربًا من سوريا تاركًا خلفه كل شئ ليس انتصارًا لأي جهة، بل هو نهاية أكثر من نصف قرن من نظام بغيض من القمع والنهب، وأن مرحلة ما بعد الرئيس المخلوع بداية حلم جميل ولكنه محفوف بكثير من المخاطر.
وأفاد، بأن المدقق في أحداث سوريا الحالية ليعرف جيدًا بأن ما تتعرض له سوريا هي الموجة الرابعة بما يسمى بـ«الربيع العربي» الذي اندلعت موجته الأولى في 2003 بإسقاط النظام العراقي، ثم الثانية في 2011 بسقوط الأنظمة في تونس ومصر واليمن وليبيا، والثالثة في 2019 بسقوط النظام السوداني، وهو المخطط الاستراتيجي الذي تم إعلانه رسميًا من جانب الإدارة الأمريكية عقب أحداث سبتمر 2001؛ لتفكيك الشرق الأوسط، عبر تغيير الأنظمة العربية الحاكمة علي أن تخلق الثورات الداخلية أنظمة حكم ” مختلفة ” عبر نظرية ” الفوضي الخلاقة.
وتابع: «أنه سيكتب في صفحات التاريخ السوري بأن يوم الثامن من ديسمبر لعام 2024 هو اليوم الذي اضطر فيه الطاغية بشار الأسد، نجل الطاغية حافظ الأسد، لمغادرة البلاد على عجل بعد أن قام كل من الأب والابن بتمزيق سوريا وتدميرها لمدة 54 عامًا، وعلى أنه نهاية نظام من القمع والنهب».
وبين «داود»، بأن نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، أخطأ في التقدير الاستراتيجي لموقف قواته على الأرض، اعتمادًا على دعم الحلفاء في مواجهة زحف قوات المعارضة السورية من إدلب نحو حلب وحماة وحمص وصولاً إلى دمشق، وزحف مقابل لقوى أخرى متجهة من محافظات الجنوب السويداء ودرعا والقنيطرة تجاه العاصمة لتعلن سقوطها وإنهاء مرحلة حكم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في سوريا، فحالة «غرور القوة» التى كان عليها الأسد حالت بينه وبين إجرائه دراسة جيدة، لوضع الحلفاء الداعمين له؛ ومنعته كذلك من فهم طبيعة التغيرات والضغوط التي يتعرضون لها؛ فحلفاؤه إما دول منشغلة بإعادة ترتيب مصالحها مع نتائج التطورات الدولية والإقليمية كروسيا وإيران، وإما مليشيات متأثرة عسكرياً بتداعيات ما شهدته جبهة الجنوب اللبناني من حرب صعبة مع إسرائيل.
واستكمل: «أن الولايات المتحدة الأمريكية وأجهزة استخباراتها تراقب عن قرب ما يجري على الأرض في سوريا، تشعر واشنطن بقدر كبير من الارتياح لفشل روسيا وإيران الذريع في سوريا، فقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن استثمار موسكو لمدة ثمانية أعوام في إعادة بناء الجيش الحكومي لم يكن له تأثير يذكر في قدرته على القتال بفاعلية تحت الضغط».
وأبدى النائب البرلماني مخاوفه، حول ما تفعله حاليًا القوات الإسرائيلية من أعمال قصف للحدود والمدن السورية أنه أمر يدعو للخوف والقلق على مصير سوريا وشعبها، فإذا لم يتم لم الشمل البيت السوري داخليًا بأقصى سرعة فإن قوات الإحتلال الإسرائيلي ستحتلت المدن السورية بكل سهولة ويسر وتكون مثل دولة فلسطين تحت قبضة الأحتلال المستبد، بعدما تحرروا من ويلات الرئيس السوري المخلوع” بشار الأسد، ويضاف إلى الدول العربية المتحلة دولة تحرق القلوب العربية الأصيلة.
وطالب بضرورة اتحاد الدول العربية على كلمة واحدة، ويدعموا سوريا سياسيًا واقتصاديًا حتى تتمكن الدولة السورية من الوقوف على قدميها من جديد وتتعافى بسرعة، وتضمد جراحها، وتطوي صفحات الماضي المؤلم وتعيد ترتيب البيت السوري داخليا، لكي تتمكن من حماية أراضيها وثرواوتها من السرقة والنهب والإعتداء عليهما.