سادت حالة كبيرة من الاستياء داخل الوسط الرياضي الأوروبي مع بدأ موسم الانتقالات الصيفية الحالي، بعد إبرام صندوق الاستثمار السعودي العديد من الصفقات الهامة لأبرز اللاعبين المتواجدين داخل الساحة الأوربية حاليًا على غرار كرستيانو رونالدو و كريم بنزيما.
وشنت وسائل إعلام أوروبية، وعدد من الرياضيين هناك، حملة انتقادات واسعة وكبيرة ضد الملكة العربية السعودية؛ بسبب تدعيم صندوق الاستثمارات العامة دوري “روشن” السعودي بلاعبين سوبر ستار. واعتبر البعض أن ما تفعله السعودية هو عملية “تبييض/غسيل رياضي” تقوم به المملكة من أجل تحسين صورتها
واتهمت صحيفة “اندبندنت” البريطانية، الأموال السعودية بتحوّيل سوق الانتقالات الصيفية إلى فوضى عارمة”؛ حيث أدت تلك الصفقات إلى تأجيل بعض الخطط بالنسبة لأغلب الأندية الإنجليزية في سوق الانتقالات الحالية.
وأضافت الصحفية في تقارير نشُرت الفترة الماضية: “حتى أن نادي مانشستر سيتي الحامل للقب دوري أبطال أوروبا، والذي يمثل قوة مالية كبيرة دائما؛ بسبب ملكيته لأبي ظبي تأثر كثيرًا من صفقات صندوق الاستثمار السعودي”
ويأتي ذلك بسبب سعي نادي الهلال السعودي إلى التعاقد مع نجم الفريق البرتغالي برناردو سيلفا، بعد فشل الفريق السعودي في التعاقد مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي انتقل إلى فريق إنتر ميامي الأمريكي.
ووصفت الصحفية دخول المملكة العربية السعودية سوق انتقالات اللاعبين في الصيف الحالي بــ”المؤثر”، حيث إن كمية الأموال التي تم إنفاقها وتقديمها للاعبين كبيرة جدا، ويصعب تقديمها من جانب أي نادي آخر، معربة عن قلقها من الأمر، ومدى تأثيره على تطور كرة القدم في أوروبا.
كما ذكرت الصحيفة أن صندوق الاستثمار السعودي تسبب في تغيير قواعد اللعبة في سوق الانتقالات الصيفي، وتسبب في حدوث حالة من التضخم في قيمة اللاعبين وأجورهم بسبب العروض المالية المبالغ فيها والسخية للاعبين”.
وترى الصحيفة أن اللاعبين الذين تبلغ قيمتهم 40 مليون جنية استرليني، أي ما يعادل 51 مليون دولار قبل سنتين، أصبح قيمتهم الأن 70 مليون جنية استرليني أي ما يعادل 89 مليون دولار.
و في نفس السياق دخل المحلل الرياضي الشهير ونجم نادي ليفربول الأسبق جيمي كارغر على خط الانتقادات معبرا عن قلقه حيال ما يحدث في سوق الانتقالات الحالية.
وقال كارغر، في تغريدة على حسابه الشخصي في تويتر ” أشعر بالقلق بشأن قدرة المملكة العربية السعودية على إبرام صفقات مع لاعبين في ذروة عطائهم الكروي”
و أضاف: ” لم أكن قلقا من أن يأخذ الدوري السعودي لاعبين في الثلاثينيات من العمر”.
مشيرا إلى أنه حال استطاعة صندوق الاستثمار السعودي في استقطاب نجم مانشستر سيتي، برناردو سيلفا، فإن ذلك “يغير قواعد اللعبة” تماما حسب وصفه لهذا الأمر.
ووصف نجم ليفربول السابق السياسة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية بــ “الغسيل الرياضي” على حد تعبيره، و قال:” إن المملكة استحوزت على عروض الملاكمة وبعض عروض المصارعة، كما استضافت سباق الفورميلا وان، و الآن تسعى للسيطرة على كرة القدم”.
وفي وقت سابق قام رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “الويفا” أليكسندر تشيفيرين بتوجيه انتقادات لاذعة لصندوق الاستثمار السعودي؛ بسبب الطريقة التي تتبعها المملكة في جلب اللاعبين.
مشيرا إلى أن “كرة القدم تتطور من خلال الاستثمار بالأكاديميات وإحضار المدربين وصقل اللاعبين، بعيدا عن إحضار أسماء كبيرة قد شارفت على نهاية مسيرتها الكروية”
السعوديون يردون
فيما شن عدد من المشاهير السعوديين حملة مضادة لحملة الانتقادات التي تتعرض لها المملكة بسبب استقدام بعض الأسماء الهامة في عالم كرة القدم.
وقال ياسر القحطاني لاعب نادي الهلال و المنتخب السعودي السابق في تغريدة على حسابه الشخصي في تويتر: “كنت أتمنى ألا أتكلم في هذا الموضوع، ولكن هناك أحيانا من يجبرك على أن ترد عليه لسببين، السبب الأول أن الموضوع يخص بلدي، السبب الثاني أن المتكلمين جيمي كاراغر وغاري نيفيل.. يتكملون عن بلدي”
وتابع القحطاني: ” كيف سمحتم لأنفسكم أن تتكلموا عن بلد يبحث عن التطور لرياضته المحلية دون أن يضر بأحد ودون أن يخالف أي أنظمة؟ ماذا عن صفقات الأمريكان والأوروبيين في دوريكم وفي أوروبا بأكملها؟”
و قام اللاعب السعودي السابق بتوجيه انتقادات كبيرة لرئيس الاتحاد الأوروبي أليكسندر تشيفيرين: “قبل أن تتكلم عن مشروع التطور الرياضي، كنت أتمنى أن تُطوّر كرة القدم في بلدك (سلوفينيا)، ولا تشغل نفسك ببلد تأهل إلى كأس العالم أكثر بـ 6 مرات من منتخب بلدك“.
و في نفس السياق أدلى رئيس إذاعة (UFM) السعودية تركي السالم بتصريحات صحفية لوسائل الإعلام؛ انتقد فيها الهجوم الغربي على المملكة :”الحرب والمعارضة ضد المملكة العربية السعودية تأتي بدرجات عالية، بعد أن سبب المفاوض السعودي صدمة في الدوريات الكبيرة ولاسيما الإنجليزي”.
في حديثه لوسائل الإعلام أوضح تركي السالم أنه “من الطبيعي أن يكون للنجاحات السعودية تبعات وردود أفعال في أوروبا؛ لأنهم كانوا الأقوى في سوق الانتقالات بالقوة الشرائية والسطوة على دوريات العالم ككل”.
ويرى أن التقارير الإعلامية التي تأتي من الغرب شيئا متوقعا وليس جديدا بعد القوة الشرائية للملكة العربية السعودية، لاسيما في أعقاب التعاقد مع البرتغالي، كريستيانو رونالدو، في صفقة أحدثت ضجة كبيرة في العالم كله.
و أشار السالم في حديثه إلى حاجة الغرب للوقت من أجل استيعاب القوة الشرائية الجديدة التي دخلت في عالم كرة القدم.
والجدير بالذكر أن سوق الانتقالات الكبير الذي قامت به المملكة يأتي بعد ضم الحكومة السعودية 4 أندية إلى صندوق الاستثمارات العامة، والتي تمتلك أيضا نادي نيوكاسل الإنجليزي.
حيث أبرمت تلك الأندية متمثله في (الهلال / النصر / الاتحاد / الأهلي ) العديد من الصفقات الهامة والتي أحدثت صخبا واسعا حول العالم.
ولعل أبرز تلك الصفقات، انتقال النجم العالمي كرستيانو رونالدو من نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى النصر السعودي مطلع العام الجاري.
كما شهدت الصفقات أيضا مجموعة من الاسماء الهامة؛ حيث انتقل النجم الفرنسي كريم بنزيما إلى نادي اتحاد جدة ، و انتقل معه مواطنه الفرنسي الأخر كانتي من نادي تشلسي الإنجليزي إلى اتحاد جده.
اقرأ أيضا :
لماذا حذف وائل غنيم البث المباشر الخاص بلحظات وصوله الأولى لمصر؟