يتنظر الصائمون اليوم قرآن المغرب في اليوم ال21 من رمضان وتلاوة نادرة لصاحب الصوت الرخيم الشيخ راغب غلوش يتلو علينا ما تيسر من سورة الإسراء والحاقة والبلد.
ولد في 5 يوليو 1938 وتوفي في 4 فبراير 2016، بقرية برما التابعة لمدينة طنطا، محافظة الغربية. أتم حفظ القرآن الكريم وهو في 10 من عمره وتعلم التجويد والأحكام على يد الشيخ عبد الغني الشرقاوى.
ذاع صيته في عام 1953م وهو في ال15 من عمره في قريته والقرى المجاورة وتوالت إليه الدعوات من القرى والمدن القريبة من مسقط رأسه للقراءة في شهر رمضان عام.
اتجه الشيخ راغب إلى مدينة طنطا باحثًا عن عالم قراءات فدله أحد معارفه على رجل بالمعهد الأحمدي وهو الشيخ إبراهيم الطبليهي، فعلمه التجويد والأحكام السليمة وقرأ عليه قراءة ورش كما أهله حتى أصبح قارئًا للقرآن كل يوم بالمسجد
الأحمدي.
تقدم للتجنيد و لأداء الخدمة العسكرية في عام 1958م، وكان عمره 20 عامًا ووزع على مركز تدريب بلوكات الأمن المركزي بالدراسة، وكان دائم التردد على مسجد الإمام الحسين للصلاة وللاطلاع والتفقه في آيات الله وكان حريصًا على تقديم نفسه للمسؤولين عن المسجد حتى أتاحت له الفرصة قراءة القرآن ورفع الأذا،ن كما تعرف على شيخ المسجد المرحوم الشيخ حلمي عرفة وقرأ أمامه ما تيسر من القرآن.
أعجب به عرفة جداً، وفي إحدى المرات تأخر مقرئ المسجد وهو الشيخ «طه الفشني» عن أذان العصر وكان ذلك في أحد أيام رمضان، فطلب من شيخ المسجد أن يقدمه للأذان وقراءة عشر دقائق بين الأذان والإقامة، وكان يقدم وقتها الشيخ محمد الغزالي -رحمه الله- درسًا في المسجد، وعندما انتهى وجاء وقت الأذان تقدم المجند «راغب» بزي الأمن المركزي الذى كان يرتديه ورفع أذان العصر وسُمِح له بقراءة عشر دقائق، وعندما بدأ في القراءة تغيَّر الجو العام داخل المسجد من فرط إعجاب المصلين به، وظل يقرأ بصوته الشجى لأكثر من نصف ساعة بناءً على رغبات مرتادي المسجد.
من حسن حظ الشيخ راغب أن من بين رواد المسجد الحسين، محمد أمين حماد، مدير الإذاعة المصرية آنذاك فطلب منه الحضور إعطاء المجند راغب كارت حتى يتمكن من دخول الإذاعة لتقديم طلب الالتحاق كقارئ بالإذاعة فأعطاه الكارت وأكد عليه أن يقابله غداً في مكتبه بمبنى الإذاعة بالشريفين.
توجه الشيخ راغب إلى مسجد الإمام الحسين فوجد الشيخ حلمي عرفة وبصحبته اللواء صلاح الألفي واللواء محمد الشمّاع ووافق الثلاثة على الذهاب معه لمقابلة مدير الإذاعة الذي أحسن استقبالهم وكتب الطلب وبه عنوانه بالبلد وجاءه خطاب به موعد الاختبار كقارئ بالإذاعة المصرية، قبل خروجه من الخدمة بشهر.
وحسب الموعد ذهب إلى الإذاعة ليختبر أمام اللجنة ووجد هناك حوالي 160 قارئًا قسمين قسم للقرآن، والثاني للصوت فوجد نفسه أمام لجنة مكونة من كبار العلماء.
وفق الشيخ راغب كما أثنى عليّه أعضاء اللجنة ونصحونه بالمحافظة على صوته، وبعد عشرين يوماً وصل إليه خطاب من الإذاعة بما حدث أثناء اختباره كقارئ بالإذاعة فأخذ الخطاب وذهب إلى معهد القراءات بالأزهر وسألهم عن مضمون الجواب وما قرره أعضاء اللجنة فأخبره شيخ المعهد أنه قد نال إعجاب كل أعضاء اللجنة والقرار يوضح ذلك كما حصل على درجات مرتفعة في الحفظ والتجويد والأحكام وأنه سيدخل تصفية لإجراء الصوت فقط.
توجه الشيخ راغب إلى دار الإذاعة بالشريفين واطلع على النتيجة فوجد أنه ضمن السبعة الناجحين من مائة وستين قارئاً ولنا تصفية للاختبار في الصوت ففرحت فرحة لا مثيل لها وكدت أطير من شدة الفرح والسعادة