أغلقت الباب خلفي تنفست الصمت. “حان وقت أن أولد من جديد.”
نزفت الروح حبرا… فتفتح الصمت وردةعلى كف المساء. تسلل دفء الكلمات بين السطور… فتكور الحرف في حضن المعنى ونام. وليدة انا كلما نزفت الكلمات . يعاد بعثي ما دام الحبر يتنفس.
يلتهب الحرف كجمرةخمدت طويلًا حتى لامسها البوح، فاشتعلت من جديد. كنبض لا يخضع لميزان وصدى لا يرتد فارغا..
أزداد يقينا ان الحياة لا تُفهم بل تُنزف، تُعاش تُحتَرق حتى آخر شرارة.
لا أسأل عن المعنى لأنني أدركت أنني كنت المعنى طوال الوقت كنت عابر السبيل والرحلة السؤال والجواب الحضور والغياب.
نيف وأربعون خريفا خطني الحبر حتى استنزفني نزفت حتى تشكلت من غيابي.
حتى صار وجعي أبجدية وصار صمتي لغة لا تنطق تُسمع في صدى الكلمات التي لم تُكتب بعد.
وبعدما تركت على الورق آخر ما تبقى من ملامحي. أدركت حينها أنني لم أكن سوى حبرٍ يحاول أن يفلت من قدره يسبق موته بحرف يصنع من الفناء خلودا يشبه الغياب. ثم .. ثم انني أدركت الحقيقة الأكثر وجعًا: أنا لم أكتب يوما لأعيش، بل كنت أكتب لأنني كنت أموت… ببطء، وبجمال، وبلا رجعة.