أكد الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، أن التراجع الذي أبداه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تصريحاته الأخيرة، بعدم تهجير سكان غزة، يُعد تحولًا كبيرًا في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية.
وأوضح عبد العاطي، في تصريح خاص لـ “الحرية”، أن هذا التراجع يعكس تأثير المقاربة المصرية، التي تحولت إلى خطة عربية، والتي نجحت في حشد العالم ضد مخططات التهجير، مشيرًا إلى أن هذه المقاربة شكلت إجماعًا عربيًا ودوليًا على ضرورة بقاء الفلسطينيين في غزة، وإعادة إعمار القطاع وإنهاء ما وصفه بـ “حرب الإبادة الجماعية”.
أرضية جديدة للتسوية السياسية القائمة على حل الدولتين
وأشار إلى أن هذه التطورات تشكل أرضية جديدة للتسوية السياسية القائمة على حل الدولتين، وأن هذا التراجع في المواقف الأمريكية سيسمح بإعادة تموضع السياسة الأمريكية تجاه حلفائها في المنطقة، وخاصة مصر والأردن.
وأكد أن هذا التراجع لا يعني فقط تغيّر السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، بل يشير أيضًا إلى أن الإدارة الأمريكية قد بدأت تدرك أهمية مصالح حلفائها العرب، مثل مصر والأردن، في هذه القضية.
ولفت عبد العاطي، إلى السياسة الإسرائيلية في المنطقة، والتي تسعى إلى تكريس سياسة الأمر الواقع وارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين، تُشكل تهديدًا حقيقيًا على الأمن القومي المصري والأردني.
واعتبر أن هذه السياسة الإسرائيلية قد تُعرّض العلاقات بين الدول العربية والولايات المتحدة وإسرائيل لمخاطر كبيرة، خاصةً في ظل استمرار محاولات إسرائيل للسيطرة على حقول الغاز وتغيير الممرات الملاحية.
تأثير تصريحات ترامب على مصر والأردن
وفي سياق العلاقات بين مصر والأردن من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، أشار عبد العاطي، إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة قد تؤدي إلى تراجع في العلاقات الأمريكية مع هذين البلدين، معتبرًا أن الإدارة الأمريكية قد تسعى لتخفيض المساعدات لهما، مما يشكل تحديًا كبيرًا لهذه العلاقات.
وأكد عبد العاطي، أن الدول العربية بحاجة إلى بناء تكتل عربي قوي يعمل بتنسيق كامل للتصدي للسياسات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، مع الحفاظ على موقف ثابت إزاء القضية الفلسطينية.
اقرأ أيضًا: مارجريت عاز لـ”الحرية”: تصريحات ترامب بشأن تهجير أهالي غزة تحولًا مهمًا في الموقف الأمريكي