دائمًا ما تكون علاقة الصداقة هي الأقرب بين الأشخاص والأكثر ترابطًا، إذ يستطيع الصديق البوح بكافة أسراره لصديقه في حين أنه لا يستطيع قولها لوالده أو شقيقه، لذا يظل الأصدقاء هم الأقرب بعضهم لبعض.. حتى يحدث بينهما فتنه أو خلاف بينهما فتتحول الصداقة إلي عداوة وتنتهي بجريمة قتل مأساوية يكون فيها أحدهما جثة والآخر ينتظر طبلية عشماوي.
صداقة 20 عامًا
هناك في منطقة أوسيم شمال محافظة الجيزة كان رابط الصداقة بين حسام «المتهم»، وسيد «المجني عليه»، قد امتد لأكثر من 20 عامًا، ومع طول المدة توطدة العلاقة حتي صارا كالأخوين أمام أهالي القرية، فإذا أرادوا معرفة مكان أحدهما سألا الآخر والعكس صحيح.
خطبة فتاة
ولكن كانت خطبة حسام من فتاة أحبها سيد، النقطة الفاصلة بين الصديقين وتحول الود إلى عداء، حيث بدأ سيد في محاولات إثناء صديقه عن تلك الزيجة، ونجح فيما أراد بعد تسببه في تصدعات بين صديقه وخطيبته، وانفصلا حسام عن خطيبته.
خيانة
لم يكن يخطر ببال حسام، أن صديق العمر هو مَن تسبب في فسخ خطبته ليأخذ منه خطيبته، فلم يتروى سيد أو يأخذ كثيرًا من الوقت حتى أعلن خطبته لنفس الفتاة، الأمر الذي أوغر صدر صديقه، ولما لا فقد شعر بالخيانة وتذكر كلمات التفرقة بينه وبين خطيبته السابقة التي كانت السبب في انفصالهما، وكان يصبها صديقه عليه صبا.
انتقام وقتل
بدأ الشيطان يتملك رأس حسام والذي قرر الانتقام وقتل سيد فقام باستدراجه لشراء بعض الأشياء للمغسلة محل شغل الاثنين والذي يملكها سيد ويعمل بها صديقه، وقام في الطريق بخنقه بكوفيه ووضع حجر على جثته ولاذ بالفرار من مكان الحادث، وعندما سُئِلَ عن صديقه «مشوفتش سيد يا حسام» كانت إجابته على غير المعتاد «لا معرفش كان بيتكلم في التلفون ومشوفتوش» بدأ الشك يدب في قلب والد سيد من كلام صديقه لأنه للمرة الأولى التي ينكر معرفته لمكان نجله وصديق عمره.
الجثة تكشف عن قاتلها
وما زاد الطين بله، أن أحد الأهالي عثر على جثة سيد ملقأة بالطريق العام لتبدأ رحلة رجال المباحث للإمساك بالقاتل، في أقل من 6 ساعات كانت الأدلة والبراهين وكافة أصابع الاتهام تشير إلى «الصديق» وبعد تقنين الإجراءات واستصدار أذن مسبق من النيابة العامة أمكن ضبط المتهم واقتياده إلي ديوان مركز شرطة أوسيم، وبمناقشته أمام المقدم مصطفي كمال رئيس وحدة المباحث، أقر بارتكاب الجريمة تفصيًلا وأفاد بأن المجني عليه تسبب في فسخه خطبته وقام بخطبة خطيبته السابقة.
قرارات النيابة
وبالعرض علي النيابة العامة بشمال الجيزة والتي أمرت بانتداب طبيب شرعي لتشريح جثة المجني عليه، وإعداد تقرير وافٍ عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها، وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن، كما أمرت بحبس المتهم 4 أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات وجدد قاضي المعارضات حبسه 15 يومًا.