حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة 30 أغسطس، تحت عنوان «أفتان أنت يا معاذ!؟»، وأشارت الوزارة إلى أن الهدف من موضوع الخطبة المراد توصيله إلى جمهور المسجد، يهدف إلى توجيه وعي جمهور المسجد إلى التحصين من الغلو والتطرف بكافة صوره، واظهار خطورة التشدد والتطرف.
وجاء ذلك خلال بيان منزلة معاذ بن جبل رضي الله عنه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوضيح سبب غضب النبي صلى الله عليه وسلم من معاذ بن جبل رضي الله عنه.
وزارة الأوقاف المصرية
وشددت وزارة الأوقاف المصرية، على الالتزام بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا، ووضعت وقتاً محدداً لزمن الخطبة وهو ألا يزيد زمن الخطبة عن 15 دقيقة، لتكون ما بين عشر دقائق وخمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية معا كحد أقصى.
خطبة الجمعة
وفي ذلك الإطار، أوضح دكتور أسامة فخري الجندي، خطيب وزارة الأوقاف، خلال خطبة الجمعة، التي أقامها في مسجد ناصر بمدينة بنها، بمحافظة القليوبية، قصة راعي الإبل قائلاً: «إن هناك راعي إبل قد عاد من يومه متعبًا ليصلي صلاة العشاء خلف سيدنا معاذ بن جبل، فوجده يقرأ في الصلاة بسورة البقرة فلم يقدر الرجل على مواصلة الصلاة الطويلة، فانعزل وصلى منفراد ثم انصرف.
وتابع: لما عرف سيدنا معاذ بن جبل بهذا الموقف، إذا قال “لقد نافق هذا الرجل” فلما وصل هذا الكلام إلى راعي الإبل، توجه إلى رسول الله يشتكي له من سيدنا معاذ بن جبل، وحكى له الموقف، ويسمع سيدنا رسول الله الشكوى ويغضب غضبا شديدا، ويرسل لسيدنا معاذ فلما أتى إليه قال له النبي (أفتان أنت يا معاذ) أي كنت سببا في أن يترك هذا الرجل صلاة الجماعة. وأشار خطيب الأوقاف، إلى أن سيدنا معاذ بن جبل كان يحب الصلة مع الله فكان يكثر من الصلاة وقراءة القرآن، فهو يقوى على ذلك ، ولكن النبي أدرك ذلك وكأنه يريد أن يقول لسيدنا معاذ (إن كنت قد اتخذت نمطا خاصا في علاقتك مع ربك فلا تحمله الناس).
وجاء نص الخطبة على النحو التالي:
بدأ نص الخطبة: «الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السماوات والأرض، وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، نحمدك ربنا بالمحامد اللائقة بعظمة ربوبيتك، ونثنى عليك الثناء المناسب لكمال ربوبيتك، ونشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدناً وتاجناً وفخرناً محمداً عبده ورسوله، شرح صدره، ورفع قدره، وشرفنا به، وجعلنا أمته، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آلة وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين».
وتابع نص الخطبة وبعد: «فهذا صحابي جليل اختصه الجناب النبوي الشريف بمنقبة عظيمة خاصة، حين أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بيده، وأقسم له بالله على محبته».
وقال له: «يا معاذ، والله إني لأحبك»، ومع ذلك نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في موقف آخر يوجه له رضى اللهُ عنه عبارة شديدة حادة صارمة.
فيقول له: «أفتان أنت يا معاذ!؟»، فيا ترى ما الذى فعله معاذ بن جبل رضى الله عنه، جعل النبي صلى الله عليه وسلم يغضب هذا الغضب الشديد، ويوجه له رضى الله عنه هذه العبارة الشديدة؟».
الأمر أن راعى إبل رجع من يوم عمل شاق منهكا ليصلي صلاة العشاء خلف سيدنا معاذ رضي الله عنه، فوجده يقرأ في الصلاة بسورة البقرة، فلم يقدر الرجل أن يكمل تلك الصلاة الطويلة، فانعزل، وصلي لنفسه وانصرف وبلغه أن معاذاً رضي الله عنه نال منه.
وقال فيه: «لقد نافق الرجل»، فشكا الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم معاذا، وقال: يا رسول الله، إنا قوم نعمل بأيدينا، ونسقى بنواضحنا، وإن معاذاً صلي بنا البارحة، فقرأ البقرة، فتجوزت في صلاتي، فقال النبي صلي الله عليه وسلم لمعاذ.
وهو من أحب الصحابة إليه: يا معاذ! أفتان أنت؟ يا معاذ! أفتان أنت؟ يا معاذ! أفتان أنت؟ فلولا صليت بـ«سبح اسم ربك»، و «الشمس وضحاها»، و«الليل إذا يغشى»؛ فإنه يصلى وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة!