في العام 2015، أطلق رئيس حكومة الاحتلال، هتلر الثاني، بنيامين نتنياهو، حملته الانتخابية، مؤكدًا أنه الوحيد القادر فعلاً على ضمان أمن الصهاينة، ولكنه بات مع دخول الشهر السابع من عدوانه على قطاع غزة، عقب بدء معركة طوفان الأقصى التحريرية المجيدة في أكتوبر الماضي، الوحيد القادر على تسهيل مهمة زوال الكيان الصهيوني، وتعزيز انتصارات الشعب الفلسطيني في غزة وأبطال المقاومة الفلسطينية الباسلة، بشهادة بني جلدته ونبوءة أحدهم.
قبل أيام، كشف استطلاعا للرأي أجرته القناة 12 العبرية أن حوالي 84% من المحتلين يعتبرون «نتنياهو» قائدًا فاشلا، وأن 50% منهم يعتقدون أنه يجب تعجيل الانتخابات العامة، حيث يعتقدون في فشل «هتلر الثاني».
جاء ذلك بالتزامن مع استطلاع رأي آخر أجرته هيئة البث العبرية، في 7 أبريل الجاري ، أكد أن 68% من الصهاينة يعتقدون أن «نتنياهو»، لا يدير الحرب على نحو جيد، وأن 42% منهم يرون أن على نتنياهو الاستقالة فورَا بسبب إخفاقاته في معركة 7 أكتوبر.
على جسر أصداء تلك الاستطلاعات، وقف في 11 أبريل الجاري، النائب السابق لرئيس أركان الجيش الصهيوني الجنرال يائير جولان يصرخ، بعلو صوته، قائلا: «نتنياهو أسوأ زعيم في تاريخ إسرائيل، ويمثل تهديدا لوجودنا»، مضيفا: أن جيش الاحتلال عالق في غزة دون أهداف حقيقية أو استراتيجية للخروج، وفق موقع «واللا» العبري.
وسبق «جولان»، في يناير الماضي، الجنرال السابق غادي إيزنكوت -وهو أحد أعضاء مجلس الحرب والعدوان– الذي كان أكثر وضوحا من قبل، حيث أعلن وبصورة مفاجئة انتقاده لسياسات نتنياهو قائلا: «أولئك الذين يتحدثون عن الهزيمة الكاملة لحماس لا يقولون الحقيقة.. إن ما يحدث في غزة اليوم هو أن أهداف الحرب لم تتحقق».
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن «إيزنكوت» في ذات الشهر، وصفه سلوك حكومة نتنياهو قبل وبعد معركة طوفان الأقصى بأنه «فشل كبير جدا» مؤكدا أنه على بني دولته أن يسألوا أنفسهم: كيف يستمرون مع «قيادة فشلت تماما»؟
في نفس الشهر، حصل «نتنياهو» في الاستطلاع الذي أجراه «المعهد الإسرائيلي للديمقراطية»، على صفعة كبيرة، حيث أظهر الاستطلاع أن 15 في المائة فقط يريدون أن يظل نتنياهو رئيساً للوزراء بعد انتهاء العدوان.
وبالتزامن، أرسل أكثر من 40 من كبار مسؤولي الأمن القومي الصهيوني السابقين والعلماء المشهورين وقادة الأعمال البارزين رسالة إلى الرئيس الصهيوني ورئيس الكنيست يطالبون بإقالة «نتنياهو» من منصبه لأنه يشكل «تهديدا وجوديا» للكيان الصهيوني.
وفي مارس الماضي، وقف رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق إيهود أولمرت، في خندق، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، من أجل إجراء انتخابات جديدة في الكيان اللقيط، قائلا في رسالة دعم ومساندة لشومر: «نتنياهو لا يستحق المسؤوليات الملقاة على عاتقه».
ولم تكن هذه المرة الأولى لأولمرت، حيث شن في 8 نوفمبر الماضي، هجوما حادا على «نتنياهو» مؤكدا في مقابلة مع صحيفة «بوليتيكو» الشهيرة، أن «نتنياهو دُمر نفسيا بسبب فشله الفادح في مجال الأمن القومي».
وأضاف واصفا خصمه المهزوم: «طوال حياته اعتبر نفسه زورا سيد الأمن، إنه سيد الهراء»، وهو ما كرره ،في ذات الشهر، زعيم المعارضة يائير لابيد، حيث دعا نتنياهو إلى الاستقالة لأنه فقد ثقة الشعب.
وفي 26 ديسمبر الماضي، وقف رئيس أركان الجيش الصهيوني السابق دان حالوتس، كذلك في حيفا مع نشطاء الاحتجاج ضد نتنياهو قائلا بوضوح: إن إسرائيل خسرت الحرب ضد حماس، وأن صورة النصر الوحيدة التي ستتحقق هي الإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وعلى خلفية التصفيق الحار من الجمهور قال حالوتس بصوت مرتفع كما قالت التقارير: «لن تكون هناك صورة نصر، 1300 قتيل، و240 مختطفاً، منهم من أعيدوا، و200 ألف لاجئ، صورة النصر ستكون عندما يتنحى نتنياهو..هذه هي صورة النصر، هذا ما نحتاجه لتوجيه الجمهور بأكمله وملايين آخرين في إسرائيل».
يأتي هذا كله، بالتزامن مع تقرير مطول، قالت فيه مجلة إيكونوميست البريطانية في الساعات الأخيرة، وبالتحديد في 12 أبريل الجاري:” إن الجيش الإسرائيلي متهم بالفشل استراتيجيا وعسكريا وأخلاقيا في حربه على قطاع غزة، محملة نتنياهو في هذا الإطار المسئولية، كما أكدت بوضوح أن الكيان الصهيوني خسر معركة الرأي العام العالمي.
لم يسمع نتنياهو هذه الأصوات بعد، والتي تنطلق من بني جلدته وأصدقاء كيانه اللقيط، وليست من قادة المقاومة وأصدقاء فلسطين المسلوبة ، حيث بات بشهادة، هؤلاء الصهاينة، وغيرهم، الأخطر على مستقبل الكيان اللقيط، في الحاضر والمستقبل، منتظرا محاكمته الواجبة على جرائمه التي لن تسقط بالتقادم ولا بالتشويش ولا بالتدليس ولا بالتنسيق الإعلامي مع صهاينة العرب.
وطبقا لموقع «يورونيوز»، حذر نائب رئيس أركان الجيش الصهيوني السابق ماتان فلنائي، في 4 أغسطس 2023، وقبل شهرين من معركة طوفان الأقصى، من أن إسرائيل قد تتحول إلى دولة عنصرية ومتطرفة وكاهانية وشريرة.
وقال المسؤول السابق، ورئيس قادة حركة الأمن الصهيونية في تصريحات إذاعية، وقتها بالنص: «يمكن لأي شخص أن يرى أننا في طريقنا لأن نصبح دولة شريرة وكاهانيه وعنصرية ودينية متطرفة من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط».
لقد نفذ المهزوم المأزوم نتنياهو نبوءة فلنائي بالحرف، في انتظار سقوطه وكيانه ولو بعد حين، وتحرر فلسطين بعون الله عز وجل، انطلاقا من تضافر كل الجهود الحرة عربيا وغربيا، خلف صمود ومقاومة غزة الأسطورة، التي لا تشبه مدن الأرض وتتسابق عليها جنات السماء.