مطالب جماعة الإخوان في بداية الثورة لم تمس مبارك.. واقترحوا الانسحاب بعد عقد صفقة مع عمر سليمان
أجرت الحوار- رانيا الشيخ
أعده للنشر- عمر البدوي
أجرت بوابة «الحرية» سلسلة من الندوات، مع عدد من السياسيين والشخصيات العامة، تزامنا مع الانطلاقة الجديدة للموقع، للحديث حول كواليس تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في 11 فبراير 2011، واللحظات الأخيرة قبل التنحي، وشعورهم في لحظة الإعلان.
جمال زهران أستاذ العلوم السياسية، يكشف خلال حواره عن شعور الشعب داخل الميدان في لحظة التنحي، وتقليل قيادات الإخوان من شباب ثورة يناير، والصفقات التي اتفقت عليها جماعة الإخوان للانسحاب من الميدان.
إلى نص الحوار:
ما هو شعورك لحظة تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ؟
كنت حينها في الميدان وبجانبي عدد من الرموز وهم المستشار محمود الخُضيري والدكتور أحمد دراج والدكتور عبد الجليل مصطفى، وعندما سمعت بيان التنحي بكيت من شدة فرحتي بسبب الإطاحة بمبارك.
حدثنا عن بعض الكواليس التي شهدها قبل بدء ثورة 25 يناير؟
يوم السبت 22 يناير كنت في جلسة في بيت أحد الأصدقاء برفقة زملاء من قوى سياسية مختلفة وكان فيها الدكتور محمد مرسي ومحمد البلتاجي وأحمد شعبان، ويومها حدثت مشاجرة كبيرة بيني وبين محمد مرسي، لأني قلت له لابد من توفير غطاء سياسي للشباب الداعين لحركة المظاهرات يوم 25 يناير، ففوجئت بأنه انفعل علي قائلًا، «إحنا مش بتوع ثورة، ومش هنمشي وراء شوية عيال إحنا إصلاحيين»، فتساءلت: «إحنا مقتنعين ولا مش مقتنعين بضرورة الإطاحة بسلطة مبارك؟»، واشتعل النقاش بيني وبينه حتى قلت له «العيال اللي بتقول عليهم دول هما اللي هيصنعوا التاريخ وأبقى تعالى ساعتها أركب الموجة بقى» وتركت الجلسة وانصرفت.
بعدها علمت أنه في نفس اليوم تم القبض على مرسي وآخرين ممن كانوا في الجلسة ولم يخرجوا إلا بعد يوم 28 يناير.
هل لعب البرلمان الموازي الذي اقترحته دور قوي في هذه الفترة؟
يوم 25 يناير بدأت شرارته عندما قررنا الاجتماع عند دار القضاء العالي أمام مدخل النائب العام المطل على شارع رمسيس أنا والبرلمان الموازي الذي كان لي شرف اقتراحه وتسميته والذي شُكل من 100 نائب، وهذه كانت بداية انطلاق الثورة، والإخوان انضموا إلينا يومها، ولكن الغريب أن مطالبهم لم تكن تمس مبارك.
حدثنا عن كواليس دعوة الإخوان لفض الميدان
في مساء الخميس 3 فبراير، بعد معركة الجمل قبض على بعض الشباب من أمام منزل البرادعي، ولكن 3 منهم استطاعوا الهروب والمجيء إلينا، فعقدنا اجتماعا طارئًا في الميدان، كان فيه بعض قيادات الإخوان مثل محمد البلتاجي، ومحسن راضي وحوالي 5 من الإخوان بالإضافة إلى رموز من بقية القوى السياسية الأخرى.
وفوجئنا يومها أن الإخوان يطرحون فكرة الانسحاب من الميدان على خلفية أنهم عقدوا صفقة مع عمر سليمان، وكانوا يظنون أننا دونهم لن يكون لنا ظهر وأنهم هم من يصنعون لنا زخمًا في الميدان.
اشتد النقاش حينها وتبادلنا الاتهامات لمدة 5 ساعات حتى كدنا نتشابك بالأيدي فاقترحت عليهم أن ننتظر إلى الصباح فإن حضرت أعداد كبيرة من الجماهير، يستمر الاعتصام فاقترحنا أن نصوت، وجاء التصويت لصالحي فانتظرنا إلى الصباح، ومن الساعة الـ8 بدأت جماهير غفيرة في الحضور، وأفشلنا محاولة الإخوان في فض الثورة بعد معركة الجمل.