تصريحات نتنياهو الأخيرة تأتي في مضمار الاستفزاز حتى التصعيد المباشر، كون أن بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا ليس تحديًا للجانب الفلسطيني فحسب، وإنما هو تحدٍّ للجانب المصري وعقاب لمواقف مصر بسبب إفشالها مخططات الاحتلال في تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، وأيضًا إفشال معطيات صفقة القرن، أهمها إخلاء غزة مقابل أن يقطن الفلسطينيون في سيناء واستقطاع جزء منها لصالح دويلة غزة حسب المخطط، حيث كان من المفترض أن يتم تخصيص 750 كم² لصالح الفلسطينيين وفقًا لمخطط صفقة القرن.
لذا، فإن إفشال مصر لمخطط التهجير القسري جعل الاحتلال يريد الانتقام من مصر من خلال تحديها وبقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي على المحور، وأيضًا من خلال تصريحات نتنياهو حول وجود الأنفاق تحت الأرض، التي تُظهر براعة نتنياهو في بث روايات كاذبة ومضللة ليس لها أساس من الحقيقة، إذ إن تصنيع المعدات العسكرية لحماس كان محليًا من خلال الترسانة الحديدية التي كانت تدخل من معبر كرم أبو سالم، إضافةً إلى أن المال القطري الذي كان يتم إدخاله من معبر إيريز كان بموافقة نتنياهو وليس بموافقة مصر.
لكن فشل نتنياهو في التنبؤ بحدوث طوفان الأقصى أدى إلى رمي اللوم على مصر وأيضًا قلب الحقائق للداخل الإسرائيلي.
كما أن تصريحات نتنياهو تعد رسالة استباقية لإفشال مسار المفاوضات التي لا يعني نتنياهو تحقيقها حتى مجيء ترامب إلى سدة حكم البيت الأبيض.