يرى معهد دراسة الحرب الأمريكي، بحسب تقرير نقلته مجلة “نيوزويك” الأمريكية، أن عملية اجتياح القوات الأوكرانية منطقة كوسك غرب روسيا أعاقت خطط موسكو للتوسع في شمال شرق أوكرانيا، وأفسدت العمليات الهجومية الروسية المخطط لها عبر جبهة أوسع في شمال شرق أوكرانيا”.
وبحسب المعهد، فإن روسيا شنّت هجوم مضاد، وسوف تضطر إلى إعادة نشر عناصر إضافية في منطقة كورسك، لتكون قادرة على متابعة عملية هجوم مضاد مستدامة”، وأن القوات الروسية تهاجم كورسك بعناصر من وحدات المشاة المحمولة جواً والبحرية المختلفة، كما استعادوا بعض الأراضي.
ورغم أن التقرير الأمريكي يتحدث عن أن الهجوم الأوكراني أعاق تقدم القوات الروسية شرق أوكرانيا، إلّا أن خريطة معهد دراسات الحرب تؤكد أن اللقطات الجغرافية أشارت إلى استيلاء روسيا على سناغوست، وتقدمها شرق بلدة كورينيفو في كورسك، وأن هناك حوالي 35000 جندي روسي في منطقة كورسك.
وتزامنًا مع التقرير الأمريكي، يشهد الجيش الأوكراني انهيار دفاعي شرقًا في إقليم دونباس، بعد قصف روسي متواصل لعدة أيام بمئات الصواريخ والطائرات المسيرة، واستهداف محطات الطاقة ومناطق تجمع الجنود ومراكز تصنيع المُسيرات ومحطات الكهرباء والمياه وملاجئ في عدة مدن في مقدمتها كييف وخاركيف، ونجح الجيش الروسي في تحقيق مكاسب كبيرة، بسبب التوغلات الكبيرة والمكاسب الميدانية داخل العمق الأوكراني، والأغرب أن القوات الروسية أعلنت أيضًا عن تقدم في كورسك، وهو ما يُذكر بتصريح بوتين بأن الاستفزاز الأوكراني لن يوقف القوات الروسية من استعادة كورسك مع الوقت.
وبين التقارير الأمريكية التي تقلل من تقدم الجيش الروسي شرق أوكرانيا، والتقارير الروسية التي تهون من الوجود الأوكراني في كورسك، نفهم أن روسيا متقدمة بقوة في شرق أوكرانيا وقد تكون على مقربا من احتلال مدن استراتيجية تقطع الدعم والإمدادات عن الجيش الأوكراني شرقًا، كما أن روسيا تواجه مخاطر تهدد بانهيار ما أحرزته في الشرق، إذا لم تُخرج قوات أوكرانيا من كورسك، لأن وقت المفاوضات ستكون الأراضي التي احتلها زيلينسكي في كورسك مقابل خروج روسيا من إراضي إقليم دونباس، حتى وإن كانت الأراضي التي تسيطر عليها روسيا أكبر بأضعاف، ووقتها ستكون الأرض مقابل الأرض، وهو ما تسعى إليه إدارة بايدن قبل انتهاء ولايته.