كتب: محمد مرزوق
استهلت النيابة الإدارية بطما خطواتها الحاسمة بمباشرة التحقيقات في واقعة أثارت ضجة كبيرة في الأوساط التعليمية بمحافظة سوهاج، إثر تسريب امتحاني اللغة الإنجليزية واللغة العربية للصفين الخامس الابتدائي والثاني الإعدادي. الحادثة التي أثارت استياءً واسعًا دفعت الجهات المسؤولة إلى اتخاذ إجراءات صارمة وسريعة لاحتواء الأزمة.
تفاصيل الواقعة: كيف بدأ التسريب؟
رصدت إدارة الأمن بمديرية التربية والتعليم بسوهاج، يوم الأحد الماضي، تسريبًا واضحًا لامتحاني اللغة الإنجليزية “نموذج ب” للصف الخامس الابتدائي، واللغة العربية “نموذج ب” للصف الثاني الإعدادي بمركز طما. التسريب الذي تم اكتشافه قبل ساعات من موعد الامتحانات أشعل فتيل الجدل حول سلامة الإجراءات المتبعة في إعداد وتأمين الامتحانات.
تحقيقات موسعة وعقوبات صارمة تلوح في الأفق
على الفور أبلغت مديرية التعليم بسوهاج إدارة طما بالواقعة، مما أدى إلى استبدال النماذج المُسربة بنماذج بديلة، وضمان استمرار الامتحانات في موعدها المحدد دون تأخير. كما أصدر الدكتور المحافظ قرارًا عاجلًا بوقف ثلاثة من العاملين في الإدارة التعليمية عن العمل لمدة شهر أو لحين انتهاء التحقيقات، في خطوة وُصفت بأنها تأكيد لعدم التهاون مع أي تقصير.
تحركات النيابة الإدارية: صرامة وعدالة
قاد المستشار الحسيني مصطفى الجندي، بإشراف المستشار حسين أبو راية مدير النيابة الإدارية، تحقيقات موسعة في الحادثة. استُدعي فيها مدير الإدارة التعليمية بطما وأعضاء لجنة المتابعة بمديرية التعليم بسوهاج للإدلاء بشهاداتهم حول ملابسات الواقعة.
وتشير تقارير أولية إلى أن التسريب قد يكون نتيجة لتقصير داخلي في إجراءات التأمين، ما يفتح الباب أمام احتمالات مساءلة تأديبية تصل إلى الفصل النهائي عن العمل.
ردود الفعل: الغضب الشعبي والمطالبة بالإصلاح
أثار الكشف عن الحادثة موجة من الغضب الشعبي بين أولياء الأمور الذين أعربوا عن قلقهم من تأثير مثل هذه الوقائع على مستقبل العملية التعليمية. وصرح أحد أولياء الأمور قائلاً: “هذا الحادث ليس مجرد تسريب، بل صفعة قوية لنظام التعليم بأكمله. نريد ضمانات حقيقية لعدم تكرار هذا الإهمال.”
على صعيد آخر طالبت منظمات حقوقية وتعليمية بضرورة فتح تحقيقات أوسع؛ للتأكد من سلامة منظومة الامتحانات، داعية إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة لضمان تأمين الامتحانات بشكل كامل.
الخبراء يطالبون بإصلاحات جذرية
يرى خبراء التعليم أن الحادثة تسلط الضوء على ضرورة مراجعة الإجراءات الأمنية المعمول بها في إعداد وتوزيع الامتحانات. وأوصت تقارير دولية مشابهة بضرورة اعتماد أنظمة رقمية لتوزيع الأسئلة بدلًا من الطرق التقليدية المعرضة للتسريب.
ضوء على الطريق
بينما تتواصل التحقيقات لكشف الحقيقة وتحديد المسؤولين، يبقى التساؤل الأكبر: هل ستكون هذه الواقعة درسًا لإصلاح جذري في نظام التعليم، أم ستظل مجرد حادثة أخرى تُنسى بمرور الوقت؟ الأمل يحدو بالجميع إلى أن تكون هذه الأزمة نقطة انطلاق نحو منظومة تعليمية أكثر شفافية وكفاءة.