تحدثت الدكتورة هدير شوقي، الاستشاري النفسي والأسري، وأخصائية العلاقات الزوجية، عن الشخصية السيكوباتية التي تناولها مسلسل “إقامة جبرية”، بعد النجاح الكبير الذي حققه المسلسل، وعن صفاتها وكيفية التعامل معها أو تجنبها.
وقالت «شوقي»، في تصريح خاص لـ«الحرية»، إن المسلسل جسد الشخصية بشكل واقعي جدًا وأتقن الشخصية السيكوباتية جدًا، فهي غالبًا «يكون الشخص أناني لأبعد حد، شخص جذاب جدًا وكذاب في نفس الوقت يظهر عليه دائمًا أنه ودود ومحبوب وجميل ولطيف وغالبًا يظهر أنه شخصية ملائكية لمن حوله مثل ما رأينا بالظبط في المسلسل شخصية لطيفة وخدومة وحنينة لكن طبعاً ما خفي كان أعظم، بيكون جواه أكتر من ده بكتير بيقلب الترابيزة وعنيف جدًا ولا يوجد لديه شعور الإحساس بالندم، لا يشعر بالذنب تجاه الشخص اللي أذاه، ومش بيحب حد ولا بيحب نفسه لا يمتلك شعور جلد الذات».
كما وصفتها بأنها «شخصية تتلاعب بالكلام ومؤذية لأبعد حد من أول الإهانة حتى القتل مثل ما حدث في المسلسل»، بالإضافة إلى «كذبه الذي لا حدود له، فهو يمتلك مهارات في الخداع وذكاء عالي جدًا جدًا، وهنا الزاهد نجحت في تجسيد الشخصية بشكل حقيقي وبحذافيرها، كما أنه شخص متعدد العلاقات وملول جدًا ومتصيد للأخطاء».
صفاته
وأوضحت أن من أهم صفاته أنه يتقن البراءة وعنده القدرة في خداع من حوله ببراءته، أما بشأن معرفة الأسباب التي من الممكن أن توصل إنسان للحالة السيكولوجية؛ فذكرت أن «هناك احتمالين: إما أن يكون هناك جين وراثي لكن بنسبة ضعيفة وضئيلة جداً، ولكن الغالب هو العامل البيئي والنشأة والتربية، مثلاً أنه يتعرض لعنف شديد، أو تعرض لاضطراب جنسي أو عدواني أو رأت العنف مثل الشخصية (سلمى) عندما رأت العنف من والدها لوالدتها، وتعرضها الدائم للضرب والإهانة، وعلى الرغم من ذلك العنف الذي تناوله المسلسل فهو عنف بسيط بالنسبة للعنف الذي يراه الشخص فيتحول للشخصية السيكوباتية، أو يرى أهله يقوموا بأفعال بشعة، مثل والده قتل أو أمه تقتل أو أحدهما يقوم بتعذيب أحد».
وتابعت: غالبًا تصنف هذه الشخصية من ضمن الشخصيات antisocial الشخصية المضادة للمجتمع أو العدائية، فيكون اتربى على الأذى، ممكن يتفنن في الكذب ويتفنن في إظهار الطيبة ويتغذى على أذى اللي حواليه فيكبر يتحول لشخص عدائي.
التعامل مع الشخصية السيكوباتية
وأردفت: «للأسف من الصعب اكتشاف مثل هؤلاء الأشخاص بسهولة، حيث يجب أن يكون شخص متخصص أو دارس كويس أو دكتور نفسي مثل شخصية عايدة التي جسدتها صابرين، لأنه بيكون متمكن في إظهار عكس حقيقته وشخص شكله خداع فمن الصعب اكتشافه واكتشاف أذاه، لذلك دائمًا أنصح بزيادة الوعي والثقافة وأننا بحاجة دائمة للقراءة والمعرفة، ونفهم الاضطرابات الحقيقة واضطرابات الشخصية والفرق ما بين الطابع والمرض.
وواصلت: فإذا اكتشفت أنك تتعامل مع شخص سيكوباتي، لابد من الهرب بدون تفكير، لأنه شخص صعب علاجه بسبب عدم إعترافه بمرضه، وأنه يمتلك قدرات وقوة خارقة وقليل منهم الذين يوافقون تلقي العلاج، فإذا شخص قابل في حياته مثل هذه الشخصية لا بد أن يقنعه بأن يخضع للعلاج، ولو لم يستطيع فالبعد عنه غنيمة في هذه الحالة، ولو لم يتمكن فيأخذ حذره التام ويحاول عدم استفزازه أو عناده حتى لا يصل لرد فعل سيئ لأنه إذا شعر بالخطر فهو ممكن يأذي إلى أبعد حد فهو لا يقع لوحده فهو بيضر كل من حوالي».
المؤشرات التي تكشف الشخصية السيكوباتية
- – رد الفعل الأوفر مثل مشهد ضرب «هنا الزاهد» للبنت التي كانت تُسلم على خطيبها “الشرنوبي» غير المنطقية ومن الممكن أن يخترق القوانين ولديه رغبة ملحة في تنفيذ رغباته ومن الممكن أن يأذي نفسه، وأيضًا يستمتع بإيذاء الآخرين.
- – إذا أذى شخص يكون تبريره للأذى بمحاولته استعطاف الأشخاص من حوله، ويحاول كسب الناس بمهارته في هذه الطريقة.
- -أذية الحيوانات والسرقة والخيانة والكذب، طريقته مع أهله والناس التي تطلب مساعدته أو أي شخص ضعيف.
- – عند التعرض لضغط تطلب مساعدته أو استفزاز غضبه وهو أكثر شئ يكشفه ويفقده السيطرة على نفسه.