تشهد تل أبيب تصاعدًا في حدة الاحتجاجات، حيث دعت عائلات الأسرى الإسرائيليين وحركات احتجاجية إلى تنظيم مظاهرات واعتصام مفتوح بمحيط مقر وزارة الدفاع، بدءًا من مساء السبت، لمطالبة الحكومة بالإسراع في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى مع قطاع غزة.
وأعلنت عدة حركات احتجاجية، من بينها “أمهات ضد العنف” و”حراس الديمقراطية”، عبر حساباتها على منصة “إكس”، عن إطلاق اعتصام مفتوح في منطقة الكرياه، حيث يقع مقر وزارة الدفاع، داعية الإسرائيليين إلى المشاركة عبر نصب خيام تطوق المكان حتى الإفراج عن جميع المحتجزين في غزة.
ووفقًا لصحيفة “معاريف”، من المقرر أن يجتمع قادة هذه الحركات في ساحة “هابيما” بتل أبيب للمرة الأولى منذ عام ونصف، على أن يقودوا لاحقًا مسيرة بعنوان “القوة من أجل الديمقراطية” باتجاه وزارة الدفاع، في ظل تصاعد الغضب الشعبي تجاه سياسات حكومة بنيامين نتنياهو.
تصعيد متزامن مع قرارات حكومية مثيرة للجدل
يأتي هذا الحراك في ظل اعتزام الحكومة الإسرائيلية إقالة المستشارة القضائية غالي بهاراف-ميارا، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، وهو ما أثار موجة من الجدل داخل الأوساط السياسية والإعلامية.
وفي تصريحات نقلتها “معاريف”، أكد قادة الاحتجاج أنهم كما نجحوا في “إيقاف الانقلاب” عام 2023، فإنهم في 2025 سيواصلون التصدي لما وصفوه بـ”التخلي عن المختطفين في غزة”.
دعوات لتكثيف الاحتجاجات والمظاهرات في أنحاء إسرائيل
بحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن والدة الأسير الإسرائيلي ماتان ردا كانت أول من أطلق الدعوة لتطويق وزارة الدفاع، وسرعان ما انضمت إليها عائلات الأسرى ومجموعات احتجاجية مختلفة.
وأعلنت هيئة عائلات الأسرى عن تنظيم مظاهرة مركزية مساء السبت في ساحة “المختطفين” وسط تل أبيب، مطالبة بالإفراج عن 59 أسيرًا ما زالوا محتجزين في غزة.
وجاء في بيان للهيئة أن “الفرصة سانحة الآن، وإذا لم يُبرم اتفاق خلال الأيام المقبلة، فسيُحكم على المختطفين بالإعدام، ولن يكون بالإمكان تحديد مواقع جثامين القتلى منهم، يجب التحرك فورًا”.
أسرى سابقون يوجهون رسالة لنتنياهو
وجه 56 من الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم من قطاع غزة رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، طالبوه فيها بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس بشكل كامل، لضمان عودة من تبقى من المحتجزين.
وجاء في الرسالة، التي نشرت عبر “إنستغرام”، “نحن الذين نجونا نعلم أن العودة إلى الحرب تعني تهديد حياة من تركناهم خلفنا، يجب تنفيذ الاتفاق دون مماطلة أو تأخير، فكل دقيقة في غزة هي جحيم لمن لا يزالون محتجزين هناك”.
استمرار الضغط الشعبي والسياسي
مع استمرار الغضب الشعبي، يواجه نتنياهو تحديًا متزايدًا من عائلات الأسرى والحركات الاحتجاجية، التي تؤكد أن عدم اتخاذ خطوات ملموسة سيؤدي إلى تصعيد أكبر في الشارع الإسرائيلي، في ظل حالة الاستياء المتزايدة من سياسات الحكومة الحالية.