شهدت الموازنة العامة للدولة في أول شهرين من العام المالي 2024-2025 (يوليو وأغسطس) تحسنًا ملحوظًا، حيث تراجع عجز الموازنة إلى 1.54% من إجمالي الناتج المحلي، مقارنة بـ2.74% خلال نفس الفترة من العام السابق.
أدى هذا التحسن إلى زيادة الإيرادات وتراجع المصروفات، مما يعكس استقرارًا نسبيًا في الأوضاع المالية للدولة.
زيادة الإيرادات الضريبية
أبرز العوامل التي ساهمت في تراجع العجز هو الارتفاع الملحوظ في الإيرادات الضريبية، حيث قفزت الإيرادات من الضرائب بنسبة 50.7%، لتصل إلى 259.92 مليار جنيه خلال الشهرين الأولين من العام المالي الجاري.
وقد جاء هذا الارتفاع نتيجة لتعافي النشاط الاقتصادي في البلاد وحل أزمة النقد الأجنبي، الأمر الذي ساهم في استعادة الثقة بين المستثمرين والمستهلكين.
تعتبر ميكنة النظم الضريبية أحد الأسباب الرئيسية وراء هذه الزيادة، حيث ساهمت في تحسين إدارة الضرائب وزيادة حصيلة الدولة من خلال توسيع القاعدة الضريبية.
فعلى سبيل المثال، ساعدت التكنولوجيا في تسهيل عمليات تسجيل الشركات الجديدة وإدارة الضرائب بشكل أكثر كفاءة، مما أسهم في زيادة الإيرادات.
تحسن الفائض الأولي
إضافة إلى ذلك، ارتفع الفائض الأولي لمصر إلى 0.29% خلال نفس الفترة، مقارنة بـ0.06% في العام الماضي.
وهذا الفائض الأولي يمثل الفرق بين الإيرادات والنفقات الحكومية، باستثناء الفوائد على الديون.
يعكس هذا التحسن في الفائض الأولي قدرة الحكومة على تحقيق توازن أفضل بين الإيرادات والنفقات، وهو ما يمثل خطوة إيجابية نحو معالجة قضايا العجز المتزايد في الميزانية.
تراجع المصروفات الحكومية
من الجوانب الإيجابية الأخرى التي ساهمت في تراجع العجز، هو انخفاض المصروفات الحكومية.
حيث قامت الحكومة باتخاذ إجراءات للتقليل من النفقات غير الضرورية، مما أدى إلى تحسين الوضع المالي للدولة.
هذه الإجراءات تأتي في إطار جهود الحكومة لتحسين كفاءة الإنفاق الحكومي وتعزيز استدامة المالية العامة.
التحديات الاقتصادية
على الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية، لا تزال مصر تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك ارتفاع معدلات التضخم وزيادة الدين العام.
لذا، يجب أن تظل الحكومة مركزة على تنفيذ السياسات الاقتصادية الضرورية للحفاظ على الاستقرار المالي وتحقيق النمو المستدام.
تعزيز الاستقرار المالي
تراجع عجز الموازنة المصرية وتحسن الإيرادات الضريبية والفائض الأولي يعكس خطوات إيجابية نحو تعزيز الاستقرار المالي في البلاد.
لكن يتعين على الحكومة الاستمرار في تبني سياسات مالية حكيمة وتطبيق استراتيجيات تعزز من النمو الاقتصادي وتساعد على مواجهة التحديات المستقبلية.