سبق اجتماع أعمال الدورة 162 لمجلس الجامعة العربية على المستوى وزارء الخارجية اليوم الثلاثاء، مجزرة وإبادة جديدة للمدنيين في قطاع غزة المحاصر، بعدما قصفت ميليشيات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم، منطقة خيام النازحين في مواصي خان يونس بجوار مسجد عثمان بن عفان خلف المستشفى البريطاني جنوب غرب قطاع غزة، وأسقطت أكثر من 100 شهيدا وجريح غالبيتهم من النساء والأطفال، واختفاء عائلات بأكملها تحت الركام، بفعل استخدام الاحتلال صواريخ إم كي 84 الأمريكية الارتجاجية في واحدة من أبشع محازر الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدين اختفاء عائلات كاملة بين الرمال.
واستخرج مسعفو الهلال الأحمر والأهالي وفرق الدفاع المدني، عشرات الشهداء والجرحى، وسط انقطاع كامل للتيار الكهربائي والحرائق الناجمة عن القصف الإسرائيلي الذي استهدف 20 خيمة بصواريخ إم كي 84 الأمريكية، رغم أن النازحين كانو يعيشون داخل خيام في منطقة أعلن الاحتلال بنفسه أنها منطقة إنسانية.
وحذر خليل دقران المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، من أن إمكانيات مستشفيات ومراكز القطاع الطبية التي لازالت تعمل ضعيفة للغاية، وتحول دون القدرة على مواجهة أثار عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على خان يونس ومدن القطاع، خاصة بعد مجزرة الاحتلال صباح اليوم في مواصي خان يونس، مؤكدًا أن مستشفيات ومراكز القطاع الطبية التي لازالت تعمل قد تخرج عن الخدمة قريبًا.
وتصدر جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب بعد ظهر اليوم، عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة والضفة الغربية، وبحث سبل وقف إطلاق النار والوصول إلى هدنة وتبادل الأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، في ظل ارتفاع أعداد ضحايا الحرب على غزة إلى أكثر 41 ألف قتيل، وأكثر من 95 ألف جريح ومصاب غالبيتهم من الأطفال والنساء، وآلاف المفقودين.
وحضر اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في دورته الـ 162 ، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، والمفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة وكبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاغ، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وكلًا من مصر والأردن والسعودية والإمارات والجزائر واليمن وقطر والصومال وليبيا والسودان والعراق والمغرب وموريتانيا، وغيرهم من الوفود العربية، بحضور الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط.
وتطرقت مناقشات القمة الأوضاع في السودان ولبنان وليبيا واليمن والصومال والبحر الأحمر، ومخاطر الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر، وأطماع رئيس الوزراء الإثيوبي أحمد في البحر الأحمر ومضيق باب المندب والقرن الإفريقي.
وأدانت جمهورية مصر العربية، بأشد العبارات قصف إسرائيل خيام النازحين الفلسطينيين في مواصي خان يونس جنوب غرب قطاع غزة، واستنكرت المجازر الإسرائيلية في حق المدنيين بقطاع غزة.
وأكدت مصر أنها تعتبر استمرار ارتكاب هذه الجرائم بتلك الصورة، وعدم الاكتراث بأرواح الأبرياء والمدنيين أصبح يشكل تهديدا للسلم والأمن والإقليميين والدوليين، داعية الأطراف الفاعلة دوليا للبعد عن سياسة المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين، والاضطلاع بمسئولياتها الإنسانية والأخلاقية لوقف تلك المأساة الإنسانية بصورة فورية، ودعت كافة الأطراف إلى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني بصورة عادلة، والتوصل لتسوية عادلة ودائمة لهذا الصراع، الذي يشكل حل الدولتين أساسه الوحيد القائم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن استمرار العدوان على غزة لما يقرب من عام دليل على عجز المجتمع الدولي عن وقف المذبحة بل وإسهام بعض القوى الغربية – لا سيما مع بداية العدوان– في تقديم مظلة أمان للإجرام لكي يتمادى، وغطاء سياسي للقتل لكي يتواصل بل ويتوسع من غزة الصامدة إلى جنوب لبنان إلى الضفة الغربية، موضحا أنه في الضفة وحدها ارتقى سبعمائة شهيد منذ السابع من أكتوبر ناهينا عن الدمار والخراب والخسائر الهائلة.
وأكد جوزيب بوريل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تحويل الضفة الغربية إلى غزة جديدة عبر تهجير ممنهج لسكانها، مضيفًا أنه بعد عام على الحرب والإبادة الجماعية في قطاع غزة، باتت كل أرقام وحقائق العدوان والمجازر الإسرائيلية مكشوفة للجميع، وشدد على أن حكومة الاحتلال تريد أن تجعل حل الدولتين -المتوافق عليها دوليًا-، أمر مستحيل، بمواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة ومن بعده الضفة الغربية، مشيرًا عبرا كلمته أمام الدورة الـ 162 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، إلى ضرورة تنفيذ مبادرة السلام العربية التي وضعت إطارا توافقيًا لحل الصراع العربي- الإسرائيلي، موضحًا أن هذه المبادرة تسرع وتيرة الحل وتضع حد للعدوان الراهن”.
واستنكرت تركيا على لسان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدة أن النظام العالمي فشل التصدي لمجازر الاحتلال الإسرائيلي والإبادة الجماعية التي يمارسها على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، مشيرًا إلى ضرورة الاتحاد للدفاع عن كرامة الشعب الفلسطيني والعربي، وندد بالعقاب الجماعي للمواطنين في غزة عبر القصف المتواصل بالصواريخ، منبهًا إلى ضرورة التضامن لوقف آلة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، في ظل استغلال الكيان الصهيوني للظروف الحالية.
ونددت كلًا من السعودية ومنظمة التعاون الإسلامي، بعدوان الاحتلال الإسرائيلي على مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، وأشارت الخارجية السعودية أنه اعتداء جديد لسلسلة متكررة من الانتهاكات لآلة الحرب الإسرائيلية على المدنيين العزل، ووجددت المملكة رفضها القاطع لاستمرار جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وخرق جميع الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.
واستنكر السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، عدوان الاحتلال الإسرائيلي على خيام النازحين في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، مؤكدًا أن حكومة الاحتلال هي حكومة إبادة وقتل، وأن رئيس وزراء الاحتلال المتطرف بنيامين نتنياهو يرأس حكومة شديدة التطرف والجهل، ولا تعلم عن الحكم سوى القتل والتدمير.
وشدد السفير جمال بيومي في تصريح لـ”الحرية”، أن بنيامين نتنياهو له مصلحة شخصية، من استمرار القصف والعدوان وقتل الفلسطينيين، وإفساد أي مساعي لإقرار صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بسبب قضايا الفساد التي تلاحقه.
وأشار بيومي إلى قرار محكمة العدل الدولة بإدانة نتنياهو، موضحًا أنه مطلوب القبض عليه داخل الأراضي الفلسطينية من حكومته، وفي الخارج، وأن من يحميه سلطته الحالية كرئيس للوزراء.
ونوه الدبلوماسي السابق، إلى طلب نتنياهو للمحكمة الإسرائيلية أمس، بعدم نشر جلسات محاكمته في قضايا الفساد، أو أي وثائق عن المحاكمة، مؤكدًا أن المحكمة ستوافق على طلبه، حتى تنأى عن إسم الكيان المحتل عن الفضيحة بأن رئيس وزرائها مرتكب جرائم تخل بالشرف والسمعة.